اتفق نائب الرئيس السوداني بكري حسن صالح ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت على تسريع تنفيذ اتفاقات التعاون بين الدولتين وإنشاء منطقة عازلة على جانبي حدودهما المشتركة وتشكيل مؤسسات انتقالية في منطقة أبيي المتنازع عليها، في حين لا تزال زيارة زعيم المتمردين الجنوبيين رياك مشار المرتقبة إلى الخرطوم تهدد بتراجع تطبيع العلاقات مع جوبا. وناقش صالح وسلفاكير على هامش قمة زعماء دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا (إيغاد) في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا تطورات الاوضاع في جنوب السودان وسير الاتفاقات الموقعة بين البلدين. وشدد سلفاكير على ضرورة الإسراع في تنفيذ الاتفاقات، ورأى أن الإبطاء يعقد الأمور ويصيب الحركة بين البلدين بالشلل، بخاصة في ظل عدم التزام وقف النار بين طرفي النزاع في جنوب السودان. كما طالب بالإسراع في تحديد الخط الصفري بين البلدين لانشاء منطقة عازلة على حدودهما من أجل استقرار الحدود وحسم الأوضاع في منطقة آبيي المتنازع عليها بينهما. في المقابل، أكد صالح التزام بلاده التام بالاتفاقات الموقعة مع جنوب السودان، مؤكداً الدعم الكامل للشرعية في الجنوب، مشيراً إلى أنه بحث مع سلفاكير تحركات تحالف متمردي «الجبهة الثورية السودانية» على الحدود بين البلدين، مشدداً على ضرورة تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين الخرطوموجوبا. وكشفت معلومات عن إرجاء زيارة مشار إلى الخرطوم، إلى ما بعد قمة زعماء دول «إيغاد» في أديس ابابا، ولقاء الأخير مع سلفاكير. وأفادت تقارير أفريقية أن الحكومة السودانية ترحب بزيارة مشار، رغم أنها لم تعلن ذلك رسمياً، إلا أنها سمحت لوفد من المتمردين الجنوبيين، الذين وصلوا الخرطوم قبل 3 أسابيع، بعقد مؤتمر صحافي. وأعلن الوفد الذي يمثل مشار أنه سيبقى في الخرطوم إلى حين حصول الزيارة. وكشفت معلومات تتداولها الأوساط الجنوبية، أن وفد المتمردين هو عبارة عن جهاز تنفيذي تابع لمشار، ما يشير إلى أن الرجل يفكر في إتخاذ الخرطوم منطلقاً لعمله السياسي المعارض ضد النظام في جوبا. غير أن مسؤولين في حكومة جنوب السودان هددوا بوقف أي تعاون مع الخرطوم إذا استقبلته. وقال وزير خارجية جنوب السودان برنابا مريال بنجامين أنه لوّح بتعليق اتفاقات التعاون الموقعة بين بلاده والسودان بسبب استضافة الخرطوم مؤتمراً صحافياً عقده متمردو الجنوب أعلنوا فيه عن قرب زيارة مشار العاصمة السودانية، كما هدد مصدر رفيع في وزارة النفط في دولة الجنوب بوقف تصدير النفط عبر الموانئ السودانية بسبب «انتهاك السودان الاتفاقات الموقعة بين البلدين ودعم الخرطوم الحركات المعارضة لجوبا». وأوضح وزير الدولة للإعلام السوداني ياسر يوسف أن استضافة الخرطوم الناطق باسم مشار لن يغير موقف بلاده من دعم الشرعية في جوبا. كما يُتوقع عقد لقاء على هامش القمة بين سلفاكير ومشار، هو الثاني بينهما منذ توقيع اتفاق وقف النار وخريطة الطريق في 9 أيار (مايو) الماضي. واتهم تقرير طرحه الوسطاء الأفارقة على وزراء خارجية «إيغاد» طرفي النزاع بخرق وقف النار والسعي الى تحقيق انتصارات عسكرية عبر فرض أمر واقع. ودرس الوزراء نشر قوات من دولهم وفريق مراقبين لحماية المدنيين وحقول النفط. وقال وزراء أن هناك مصاعب في الحصول على تمويل لنشر القوات وتحفظ بعضهم على اقتراح الأممالمتحدة تمويل تلك القوات على أن تكون تحت إشرافها.