دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي الى «الحفاظ على وحدتنا الداخلية بروح الشركة والمحبة، لأننا لا نعرف أن نعيش وحدنا، إذ لا معنى أن نعيش وحدنا». وقال خلال جولته الراعوية امس في منطقة الشوف: «زيارة البابا بينيديكتوس السادس عشر للبنان تحمل علامات كبيرة، فهو اختار هذا البلد من أجل توقيع سينودس الشرق الأوسط، وهذه علامة للعالم بأن لبنان بتكوينه أرضُ سلام وتلاقٍ وأرضٌ تتسع للكل، وإذا تعسّر الأمر في لبنان بعض الشيء فيجب ان يكون هذا التعسر عابراً، ونعتبر أن هذه الزيارة التاريخية ليكون ربيع لبناني من أجل أن نساعد الربيع العربي». واستهل جولته التي تستمر يومين، بالتوقف عند مدخل قرى المناصف، ورفع الصلاة في كنيسة مار جرجس في بلدة الكنيسة، وقال من البلدة إن «هذه الزيارة تندرج في مسيرة المصالحة التاريخية التي أجراها الكاردينال نصرالله صفير ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قبل 11 سنة، وبعد هذا التاريخ يجب أن نرى أين أصبحت هذه المسيرة وكيف نكملها، ونودّ أن نهنئكم على ثقافة العيش معاً التي تعيشونها». وزار عَمّيق فكفرنبرخ، حيث قال: «كل قيمة حياتنا اللبنانية تكمن في أن ما تحمّلناه من صعوبات، عدنا على أثره لنعيش معاً وهذا دليل على نضج ثقافتنا وحضارتنا، والحريات التي نعيشها تشكل رسالة ونموذجاً تجاه الشرق والغرب. البلدان العربية تبحث عن حياة جديدة أسمتها «الربيع العربي» ولكن، يجب أن نلعب دورنا كلبنانيين وندعو إلى العيش معاً والتفاهم بالحوار وعيش روح السلام. وفي هذا الشرق لا يجب أن يذوب أحد بأحد، وألا تضيع قيمة أي مكون منه، وهذا ما سيساعده على الخروج من أحاديته ومن همومه، ونقول للغرب يمكننا بناء دولة مدنية تفصل الدين عن الدولة ولكن الدولة تستلهم قيمها من السماء». وتوقف عند زيارة البابا بنديكتوس لبنان وأمل ب «أن يكون الإرشاد الرسولي هو الربيع اللبناني لنا لنساعد كل شعوب الدول العربية على تخطي مشاكلها». وثم انتقل الى الفريديس، وأُلغيت زيارته الى بلدة كفرقطرة بعدما شهدت خلافات بين البلدية والأهالي حول من سيستقبله على خلفية سياسية، وذكرت معلومات ان الخلاف تطور الى اشتباك بالأيدي قبيل وصول البطريرك بقليل، ما أدى الى تدخل الجيش وإلغاء الزيارة. وزار الباروك وبلدتي بمهريه وعين زحلتا، وسط استقبالات شعبية حاشدة، وأقام مساء قداساً في الكرسي الأسقفي- بيت الدين.