أكد البطريرك الماروني نصر الله صفير ان «شاهد الزور يجب ان ينال عقابه ولبنان يجب أن يبقى وطن التعايش بين طوائفه»، مشيراً الى ان «الأحوال بين بكركي وقصر المهاجرين في دمشق على حالها وكما يعرفها الناس»، وآملاً بأن «يكون الوضع أفضل مما هو عليه الآن وأن تتحسن الأحوال». كلام صفير جاء امس في حديث مع الصحافيين في قاعة الشرف في مطار بيروت قبل مغادرته الى الفاتيكان في زيارة تستمر عشرين يوماً يشارك خلالها في سينودس مسيحيي الشرق لبطاركة وأساقفة الشرق الكاثوليك برئاسة البابا بنديكتوس السادس عشر. ورد صفير على سؤال عما اذا كان يوافق النائب وليد جنبلاط على ما قاله بالأمس من ان الطائفة المسيحية بدأت عددياً بالتقلص في لبنان، قائلاً: «طبعاً إن عدد المسيحيين في الشرق يتناقص مثلما يتناقص عدد غيرهم من الناس، لكن غيرهم ربما كانوا اكثر عدداً منهم». وعن موقفه في حال تليت رسالة النائب ميشال عون الى السينودس، رد: «عندما تتلى سنرى، وأنا لم أرها بعد». وأكد صفير أن «الشهادة بالزور هي شيء مرفوض والدين يرفضه، لكن اذا كان هناك اناس يريدون ان يشهدوا بالزور عليهم ان يتحملوا التبعة لذلك»، مشدداً على أن «شاهد الزور يجب ان ينال عقابه». وعما اذا كان يوافق على انه كان هناك شهود زور، قال: «لا علم لي بذلك»، داعياً اللبنانيين الى أن «نعيش مع بعضنا بعضاً بتفاهم وبمحبة ووئام وأن يستمر لبنان كما كان سابقاً وطن التعايش السلمي بين جميع طوائفه ال 17». وأعلن أن غياب السياسة عن عظاته الأسبوعية أخيراً سببه أن «المادة ستؤّل ولذلك تحاشينا التأويل». وعما اذا كانت ايران وجهت اليه دعوة الى زيارتها ووعد بتلبيتها قريباً، رد: «يبدو انكم اعلم مني بشؤوني»، مضيفاً: «طبعا لقد زارني سفير ايران، إنما الزيارة لإيران فهذا شيء يجب الاستعداد له». وعن زيارة الرئيس الإيراني لبنان، قال: «نرحب بكل الذين يزورون لبنان». وسئل صفير عما اذا لانت القلوب ما بين بكركي وقصر المهاجرين لإفساح المجال امام اتصالات في هذا المجال، أجاب متسائلاً: «وأين هو قصر المهاجرين؟». فأجاب الحاضرون أنه في دمشق، ثم اضاف صفير: «الأحوال هي ذاتها وعلى ما يعرفها كل الناس». وتابع: «نحن نرفض كل تهديد للبنان، ونأمل بألا يكون هناك تهديدات لا من اسرائيل ولا من غير اسرائيل»، مشيراً الى أن زيارته الفاتيكان هي «للمشاركة في هذا السينودس الذي يبحث في الأمور الكنسية المتعلقة بكنائس الشرق الأوسط». وأمل بأن «يبقى المسيحيون حيث هم في بلدان الشرق ويقومون برسالتهم تجاه اخوانهم المسلمين». وتحدث صفير ايضاً الى اعلاميين رافقوه على متن الطائرة، وقال ان «دور مسيحيي الشرق هو نفسه سواء تضاءل عددهم أم ازداد»، مشيراً الى أنه «يبقى دورهم في العيش بمصالحة وسلام مع اخوانهم المسلمين على قاعدة العدالة والمساواة». وظهراً وصل صفير الى روما وكان في استقباله في صالون الشرف في المطار سفير لبنان في ايطاليا ملحم مستو، سفير لبنان في الفاتيكان جورج خوري، رئيس اساقفة انطلياس المطران يوسف بشارة وعدد من الرهبان والكهنة.