تستدعي سورية أعداداً متزايدة من الجنود السابقين من الاحتياط للخدمة في الجيش في مؤشر إلى حشد الجهود لإخماد الانتفاضة التي اندلعت قبل 17 شهراً ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد. وأكد بعض جنود الاحتياط الفارين وضابط في الجيش أن آلاف الجنود استدعوا خلال الشهرين الماضيين لتعزيز الجيش السوري الذي يصل قوامه إلى 300 ألف جندي وإن كثيراً منهم لا يلبون نداء الخدمة العسكرية. وأوضح مساعد قانوني استدعي للخدمة في دمشق طلب عدم ذكر اسمه لاعتبارات أمنية: «لدينا خياران: البقاء وقتل سوريين أو الانشقاق والفرار من المحاكم العسكرية». وقال ضابط في الجيش في حمص إنه يعتقد أن نصف من تم استدعاؤهم في الشهور القليلة الماضية لبوا نداء الخدمة العسكرية لكن لم يتسن التحقق من هذا الرقم أو التأكد من أن وحدات أخرى في الجيش شهدت مستويات مماثلة من جنود الاحتياط الذين لم يمتثلوا لأمر الاستدعاء. وذكر أن خسائر ثقيلة لحقت بوحدات كثيرة بالجيش تقاتل المعارضين. وأضاف: «هناك نقص في الجنود. قتل الكثير من المقاتلين ولدينا حالات انشقاق». وقال جنود احتياط فارون إنه وبغض النظر عن موقفهم السياسي فإنهم لا يريدون أن يكونوا جزءاً من الحرب الأهلية في بلادهم. واستعر القتال خلال الشهرين الماضيين وحقق المعارضون الذين كثيراً ما يقودهم جنود منشقون عن الجيش تقدماً في العاصمة دمشق وفي مدينة حلب رغم تفوق جيش الأسد في الأسلحة. ولم تعلن السلطات السورية التي تقول إنها تحارب «إرهابيين» مدعومين من الخارج تفاصيل كاملة لعدد القتلى في صفوف الجيش. ويقول «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن قرابة ستة آلاف جندي وفرد من أفراد قوات الأمن قتلوا. وأشار الضابط في حمص إلى أن جنود الاحتياط استدعوا منذ بضعة أشهر لكن الطلب زاد خلال الشهرين الماضيين، وبخاصة منذ أن اشتد القتال في دمشق وحلب. وأضاف: «لسنا في حاجة بعد إلى تعبئة كاملة للجيش لكن إذا تدهور الوضع في الشهور المقبلة فقد نحتاج إليها. البلاد في حال حرب ونحتاج إلى مساعدة الجميع». ويقول سكان في دمشق إن نقاط التفتيش في المدينة تفحص بطاقات هوية الرجال لتتأكد من أنهم لم يفروا من الخدمة العسكرية ولم يستدعوا من الاحتياط. ويخشى بعض المتهربين ترك منازلهم خوفاً من أن يبلغ عنهم الجيران.