ما يقدمه نادي الفتح للرياضة السعودية يستلزم لفت الانتباه، وفتح ملفات الفساد، والرقابة في رياضتنا بشكل عام. فريق من الأحساء بموارد محدودة يصنع الكثير من الانجازات، وسنة بعد سنة يعتلي المراتب ويحقق التفوق، فريق لم نسمع مشكلات عنه، يخسر بالخمسة لكنه لا يموت، ولا يتقهقر، يتعرض للظلم الواضح من لجان التحكيم، ولا يفعل إلا الصبر ولا يملك سواه، لم نسمع عن تأخر رواتب لاعبيه، على رغم محدودية موارده الاستثمارية، يجلب لاعبين أجانب، ويشتري لاعبين محليين، وقافلته تسير بلا نباح ولا زعيق. الفتح يقدم نفسه كحامل العلم لأندية المنطقة الشرقية، ولا أعلم لما لا يفوز بدعم من رجال أعمالها، لو كان لي من الأمر شيء لفرضت ضرائب على رجال الأعمال هناك لدعم نادي الفتح، وإعانته في مشواره، الثبات الذي يجده النادي نابع من إدارة واعية شابة من عائلة لها اسمها في المنطقة، وأنا استغرب كيف لنجاحات هذا الشاب عبدالعزيز العفالق أن تكون مغيبة عن المؤسسة الرياضية عندنا؟ هو رجل يجيد هندسة الواقع ومنحه تصاميم تليق به، وتشيد أجمل بنيان. هذه الأندية لا بد أن تجد محاضن وموارد تكفل لهم الاستمرارية. نادي مضر هو الآخر يأتي ليرسم ملامح للتفوق بقدرات جد متواضعة، وجد نفسه في المحفل العالمي مع أعرق الفرق العالمية التي تملك الاستعدادات الخيالية للعبة، ومع ذلك تركناه وحيداً حتى آخر لحظة قدمنا له دعماً شخصياً، وليس مؤسسياً. دعم مثل هذه الأندية أهم من الانتدابات والحفلات، واللجان الرياضية التي «لا تسمن ولا تغني من جوع!». لا أدري لماذا لا تلتفت وزارة المالية، أو مجلس الشورى، أو حتى مجلس الوزراء لمثل هذه الأندية وتتساءل عن حاجاتها؟ وماذا تريد من دون بيروقراطية مملة؟ التنمية لن تتم الا بالاهتمام بالأندية الصغيرة، ومن سيخرج الأبطال وحاملي الميداليات الاولمبية إن أردنا العالمية وسعينا لها. رياضة المناطق والمحافظات كفيلة بنزع التوتر بين أفراد المجتمع ونزع الضغائن والطبقية والطائفية بين أفراده وصهرها في قالب واحد باسم هذه البلاد الطيبة. نادي الفتح شكراً إن هزيمتك للهلال والشباب أكدت أن معادلة الكبار اختلت! نادي مضر، شكراً أنك أثبت لنا أن العالمية تريد رجالاً قبل المال والتصريحات الجوفاء! [email protected]