كان من المفروض أن أخصص مقالي اليوم للرد على الزميل نبيل المعجل في تعقيبه المشحون على مقالي عن حب الهلال، لكني أرجأت الأمر قليلا لأنني أظن أن البطولة الآسيوية لكرة اليد التي أقيمت أخيراً عندنا سرقت المشهد الرياضي الفترة الماضية. وجاء فوز منتخبنا بالمركز الثالث وحجزه لبطاقة الصعود لمونديال إسبانيا العالمي ليتوج نجاحاتنا في البطولة. رئيس اتحاد كرة اليد عبدالرحمن الحلافي كان أكثر الناس فرحاً لا محالة.. ومن تابع خطواته وانفعالاته.. من كرة التعادل أمام قطر إلى حبس الأنفاس بعد هزيمة كوريا إلى ثورة النصر بعد الفوز على اليابان يدرك أنه أمام مسوؤل لكن بقلب مواطن بسيط مشجع.. يحضر مع الجماهير ويمارس التشجيع بأريحية، يخرج عن السمت الرسمي ليصافح القلوب بذلك.. وهذا ما ينقص مسوؤلينا في الاتحادات المختلفة، وهي العفوية والتجرد من البشت والرسمية والحاشية والماشية.. البطولة شهدت أحداثاً عدة، فمن جدل حول حضور النساء للمباريات وتحميل الأمر ما لا يحتمل، إلى روعة الجمهور الشرقي وحماسه للعبه.. وهذا يطرح ألف سؤال و سؤال.. لم كرة اليد تجد في المنطقة الشرقية ما لا تجده في المناطق الأخرى على رغم ضعف الإمكانات وقلة الدعم، وهذه هي المعادلة الأصعب، فالنجاح لا يستلزم منشآت فقط، بل يريد رجالاً.. وما أقل الرجال في رياضتنا. منتخب للقدم نمنيه ب50 ألف ريال لكل لاعب في حالة الفوز على أستراليا، وهي محطة في الطريق للتصفيات المؤهلة.. يخطئون ويتقاعسون، ونلاحقهم بالدلع والدلال.. أما من ينجز و يصنع البطولات فنمنحه فرحاً به لساعة، ثم نتناساه بعدها! إنجاز كرة اليد يلزمنا أن نعيد النظر في حال أنديتنا مع اللعبة، ونحاول أن نزيح كل العقبات في طريقها... لا بد أن ننسى كرة القدم قليلاً ونتفرغ للألعاب الأخرى، وسنجد كيف أنها خير محاضن لشبابنا، وبوابة إنجازات لفرقنا ومنتخباتنا فيها. البطولة الأخيرة لابد أن نستلهم منها كل الدروس، ومنها أنه لا بد للرئاسة العامة أن تكون شجاعة وتقول إنها هي من سمحت للنساء بالدخول، وتفعل ذلك بالتنسيق مع جهات عليا، وتعلن ذلك صراحة وتضع تنظيماتها لذلك، لا أن يسمح للأجانب بالدخول، وتمنع الأخريات بحجج واهية. درس ثانٍ مهم، وهو أن الروح الوطنية متى ما حضرت تلاشى كل شيء وجاء الإنجاز على طبق من ذهب.. وأن إشعال فتيل هذه الروح لا يأتي من فراغ، بل من رؤية مسوؤل يستشعر أهمية الدور والمرحلة. شكراً جماهير الساحل الغربي ... وشكراً نجوم الأخضر لاعبين وإداريين.. وشكراً لكرة اليد التي إن شاءت أنستنا كرة القدم ودهاليزها!. [email protected]