لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم أكثر من أن تحصى، فيها ما هو معلن، وفيها ما هو أسير أدراج، ومسيرات فقط، نسمع عن بعضها أكثر من أن نرى نتاجها، ولا توجد وسيلة تمنحنا فرصة التعرف عليها، بل إن بعض اللجان لا نعرف لها اجتماعاً، ولو في السنة لمرة واحدة، ومع كل لغط، أو مشكلة، تحضر اللجان بشكل لا يليق، ونبدأ في بيانات النفي، وتصريحات لا حد لها، وكأن شغلها الشاغل فقط، أننا لا نخطئ، وكل شيء على ما يرام، وتأتي لجنة الانضباط كأكثر اللجان حراكاً، وأكثرها جاذبية للوسط الرياضي، لا لإبداعها، ولكن لتناقضاتها، ويقظتها بعد سبات، وجعجعتها من دون طحن! الكل ينفي علاقته بها، والكل يتملص من قراراتها، وما أكثر الذين يستقيلون منها، وما أكثر التعيين فيها، حتى أصبحت لجنة «انضباط بلا انضباط»... داخلي، فكيف نرجو منها ضبطاً خارجياً للأمور! لا أظن قراراً لها خرج، وصفق له الكل، ولا أظنها في يوم ستفعل ذلك، لأنها بلا شخصية ثابتة، هي أسيرة أهواء وتملى عليها القرارات، وهم «كبش الفداء»، وما من كبش نعرفه فيها لنضحي به، العقوبات التي تخرج من اجتماعاتها تكتب بحبر قانوني، وبلوائح لا أول لها، ولا آخر، ولكن من دون روح تشعر من خلالها بحرص على رياضتنا، وتنامي تفوقها. قرارات تفرق بين آدمي وآخر! ومتى ما حدثت التفرقة ضاعت هيبة القرار، وللأسف قرار يخرج في أقل من 24 ساعة، وقرار يحتاج لسنة لأن يخرج، وقرار تعجز اللجنة أن تصدره إكراماً لمسؤول، وجبراً لخاطر آخر، وهذا ما يجعلنا نتقهقر كثيراً في رياضتنا، ونرجع للوراء تصنيفاً وتنظيماً! مهما اختلفنا حول الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف يظل هو الأمل في أن يعيد لرياضتنا انضباطها المفقود داخل المؤسسة الرياضية قبل خارجها لنتمكن من معرفة مكامن الخلل، ونصحح بسرعة، فليس من المعقول أن يتغير من حولنا، ونحن نظل في انتظار «بشت» يمنحنا الحل لوحده! [email protected]