يرى مدرب مانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون أن اللاعب المنتقل من فريقه إلى فريق برشلونة الإسباني البرتغالي كريستيانو رونالدو، أفضل لاعب في العالم، ويتفوق على ميسي وكاكا. يأتي هذا التصريح المثالي، شاهداً على جماليات السنوات الخمس التي قضاها الولد البرتغالي في صفوف ألمان، وهي تأكيد قوي على حالة الاستقرار والرؤية الواضحة التي يقود بها الأسكتلندي العجوز فريق الشياطين الحمر منذ ما يزيد على عقدين من الزمن. وإذا لم يكن المدرب أليكس فيرغسون، هو أكبر مدربي العالم سناً، فإنه بلا أدنى جدال يبقى أفضلهم وأكثرهم منهجية وعملاً وتطوراً، وهذا هو السر في بقائه طوال هذه السنين مدرباً لأحد أفضل فرق كرة القدم في العالم. ومع ذلك، وافق فيرغسون على ذهاب رونالدو، لأنه هو الذي اكتشفه، وصقل موهبته وبإمكانه أن يحضر 10 لاعبين آخرين من عقد رونالدو، وقد يصبحون في يوم من الأيام مثل رونالدو، أو أفضل منه. تخيلوا أن مدرباً أجنبياً قضى في ملاعبنا خمس سنوات متواصلة في فريق واحد، ترى ما الذي سيحدث؟ وما هو الفريق الذي ستكون عنده خطة أو استراتيجية طويلة المدى، يكون الرأي الأول والأخير فيها للمدرب، من دون تدخل أو تأثير على القرار. طبعاً مثل هذا الأمر لا يحدث في ملاعبنا المحلية، ولا حتى العربية، ولو حدث أمر مثل هذا، فإن النهاية ستكون كما حدث مع مدرب الأهلي المصري السابق البرتغالي جوزيه، الذي تحول من أفضل مدرب في مصر إلى «مدرب عبيط» كما يردد بعض الكتاب المصريين. ولذلك ستبقى كرتنا العربية «كرة العالم الثالث» حتى ولو لعبنا في نهائيات كأس العالم أو بطولات أندية العالم أو حققنا مراكز متقدمة على موقع الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء، كوننا ما زلنا نتعامل مع كرة القدم من منظور المجاملات والعاطفة والصحوبية. بينما هناك في أوروبا ليس في قاموسهم شيء اسمه مجاملات أو نجم الفريق أو نجم الجماهير، ويكفي للدلالة على ذلك ما فعله فيرغسون عندما تخلى عن أفضل لاعبي العالم في نظره هو، وليس من خلال الاستفتاءات لأحد منافسيه الكبار «برشلونة الإسباني». ولو كان فيرغسون عاطفياً لأبقى رونالدو إلى جواره ولن يلومه أحد، لو أنه رفض عرض نادي برشلونة وتمسك باللاعب الذي يحب، لكن النظرة كانت إلى «البزنس» وكرة القدم أكبر الصناعات اليوم، ولذلك كان القرار (ليذهب رونالدو)! وأسأل فقط؟ كم كرستيانو رونالدو في ملاعبنا؟ ومتى نتخلص من أسلوب العاطفة والمجاملات؟ ومتى نصبح محترفين حقيقيين، وننظر إلى كرة القدم على أنها «سوق مال كبيرة» كما يحدث في ملاعب أوروبا وتختفي تلك العبارة المملة (ابن النادي)؟! وطالما الأمر كذلك، فلن يلتقي الاحتراف مع العاطفة، إلاّ إذا تم الفصل بين الاثنين وحولنا ابن النادي الذي أصبح ضرره أكثر من نفعه إلى لاعب يعامل معاملة اللاعب المحترف، يطبق عليه ما على زملائه، ويكافأ كما يكافأون ويعاقب ويحاسب. عند ذلك يمكن أن نتحدث عن أندية محترفة، لا تتعامل بالعاطفة أو المجاملات ولا تمنح محمد نور أفضلية على زملائه، ولا تعطي حسين عبدالغني حق الذهاب والعودة متى شاء وكيف شاء، ولا تجعل من علاقتها بسامي الجابر أمراً واقعياً ومسلماً به لفرضه على إدارة الفريق ولا ترضخ للضغوط التي تحاول إعادة وليد عبدربه. [email protected]