دعا أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز في اجتماعه صباح أمس مع مجلس إدارة جمعية التوعية بأضرار القات في «جازان»، إلى تقديم اللين والتوعية على مبدأ العنف والقوة مع مزارعي القات في المنطقة واستخدام التوعية قبل النهي باللفظ والفعل مع متعاطي القات، مؤكداً أهمية استقطاب الناس بالكلمة الطيبة والتصرف الحسن، ولا سيما أن الموقع الجغرافي للمنطقة حساس كونها منطقة حدودية. وردّ على مطالبات سابقة باستخدام المجنزرات لاستئصال مزارع القات بالقوة، بقوله: «نعمل في مواجهة هذه النبتة الخبيثة وإزالتها من بلد الحرمين الشريفين على شقين، أولهما توعوي، وثانيهما تنفيذ خطط إزالة القات»، مضيفاً: «دولتنا تبني ولا تهدم، وعلينا مخاطبة الأفكار والعقول بما يليق، ونحن أمام مسؤولية وطنية تستدعي منا الصبر». وفي الوقت الذي رحّب فيه الأمير محمد بطلب توليه الرئاسة الفخرية للجمعية، اعتبر أمير منطقة جازان خلال رئاسته اجتماع مجلس إدارة جمعية التوعية بأضرار القات في جازان، الذي نشرت «الحياة» تفاصيله يوم الأربعاء 03 يونيو 2009،أن «القات أصبح وصمة عار على المنطقة، وتسبب في ضعف الإنتاجية والتفسخ الاجتماعي»، مؤكداً أن خطر النبتة زاد، «ولا سيما أننا نمر بأزمات اقتصادية خطرة، وضياع الوقت والمال في عملية مضغ القات يزيد المآسي والمشكلات». وكشف أن مبلغاً يربو على 5 ملايين ريال يتداول يومياً لبيع وشراء القات في المنطقة، إضافة إلى أن طاقة سجون المنطقة لا يزيد استيعابها عن 800 شخص، «بينما نجد فيها 1800 شخص بسبب هذه النبتة الخبيثة». وأشاد بجهود الجمعية ونجاحها في برامجها وندواتها وفعالياتها المستمرة التي أثمرت إزالة 15 ألف مزرعة للقات في جبال فيفا وبني مالك بعد إقناع أصحابها، وتدريسها 25 شاباً من المقلعين عن القات على حسابها الخاص، وإقامة معرض للرسوم عن أهداف الجمعية في مدرسة البيض (شمال جازان) والمشاركة في المهرجان الشتوي في موسميه الأخيرين. وعرّج على الخطة الجديدة لإزالة القات من المقام السامي، التي تعطي مهلة أربع سنوات لإزالة كل مزرعة قات، سنتان لنصف المزرعة ومثلها للنصف الآخر، يرافقها التنمية المتكاملة للمناطق الجبلية بتوفير مجموعة الخدمات الأساسية والضرورية في الوقت نفسه، وبصورة متوازنة من مياه وصرف صحي وطرق واتصالات. من جهته، استغرب رئيس مجلس إدارة الجمعية، رئيس المحكمة الجزئية في جازان الشيخ علي العامري ما يفرضه فرع وزارة الشؤون الإسلامية في المنطقة من قيود، وما تجريه من تحريات حول كل عضو مستجد في الجمعية، مؤكداً أنهم في الجمعية يهتمون بما يخص القات فقط. وطالب العامري أمير منطقة جازان بالموافقة على تشكيل لجان علمية في المحافظات الكبرى في المنطقة، يتكون أعضاؤها من كل الأطياف المحبة للخير والداعمة لأهداف الجمعية. وأيد العامري دعوة أمير المنطقة باتخاذ الرفق والنصيحة أسلوباً للتعامل مع مزارعي ومتعاطي القات، مستدلاً بموقف حصل معه شخصياً حين كان يقيم محاضرة في جبل منجد (شرق جازان)، وسأله حينها صاحب مزرعة قات عن حقيقة القول بأن «مساجدهم حرام وأنكحتهم حرام وأموالهم حرام بسبب زرعهم القات». يقول العامري: «ألهمني الله أن ذكرت للسائل أن قائل هذا الكلام خاطئ ولا يفقه دين الله المتسامح، وكل ما ذكر حلال إلا النبتة التي يزرع، فجاءني في اليوم التالي معلناً موافقته على إزالة مزرعته». وطالب العامري بتنوير الناس واللطف معهم، «فكم من شخص كان يحلف بالله أمامنا أنه لم يعرف أن تناول القات وزراعته من الحرام حتى سمع منا، ولا يخفى أن عشرات السنين لا يمكن أن تلغيها ساعة أو يوم أو شهر». وكان عضو الجمعية ووكيل جامعة جازان الدكتور علي يحيى العريشي نقل إلى أمير المنطقة مبادرة الجامعة حول إنشاء مركز أبحاث للقات.