جوبا - رويترز - رفض السودان شروطاً سياسية أميركية لشطب ديونه الخارجية البالغة 38 بليون دولار، واعتبرها تعجيزية، فيما رأت واشنطن أن تغيير نظام الرئيس عمر البشير ربما يسهل تطبيع العلاقات بين البلدين. في الوقت نفسه قال ناطق عسكري في دولة جنوب السودان إن «متمردين» من انصار ديفيد ياو ياو المؤيد للخرطوم قتلوا 24 جندياً جنوبياً في كمين لقافلة عسكرية في ولاية جونقلي. وذكر ان وزير الدولة السوداني لشؤون المال عبدالرحمن ضرار اطلع مبعوث مساعد وزير الخزانة الأميركية للشؤون الأفريقية جونا هيرلي، على التقدم في الملفات الخاصة بالاجراءات الفنية لشطب ديونه الخارجية، مشيرًا إلى تنفيذ السودان لاتفاق السلام الشامل. وقال ضرار «إن السودان استوفى الشروط الفنية التي تؤهلة لشطب ديونه من خلال مبادرة الدول المثقلة بالديون»، مشيرا الى الجهود تُبذل مع واشنطن لحل ديون السودان الخارجية بمبادرة من الأممالمتحدة. واعتبر ربط إعفاء ديون السودان بمشاكله الداخلية «شرطًا تعجيزيًا». وقال المبعوث الأميركي أن ادارة الرئيس باراك أوباما وضعت في موازنة السنة 2013 مبلغ 250 مليون دولار كدفعة أولى للمساهمة في حل ديون السودان الخارجية توطئة لرفعها الى الكونغرس للمصادقة عليها، لكنها رهنت بشروط سياسية تشمل تسوية الازمات في اقليم دارفور وولايتي جنوب كردفان النيل الازرق المضطربتين. الى ذلك قال القائم بالاعمال الأميركي فى الخرطوم جوزيف استافورد أن تغيير حكومة السودان الحالية ربما يُسهل تطبيع العلاقات إلا أن بلاده لا يمكنها فرض حكومة معينة على الشعب السوداني و تحترم قراره الذي اتخذه عبر صناديق الانتخابات. واتهم الديبلوماسي الاميركي الخرطوم بالقصور فى تنفيذ الالتزامات الواجبة عليها بما يعيق واشنطن عن تنفيذ وعودها السابقة التي قطعتها فيما يخص شطب اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب. واكد أن بلاده مستمرة ومصممة على الحوار مع الخرطوم على رغم اختلاف وجهات النظر بين الدولتين حتى يحدث التطبيع بينهما. ونفى أن تكون واشنطن غير محايدة في تعاملها مع دولتي السودان وجنوب السودان. لكن مسؤول الاعلام فى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم بدر الدين احمد ابراهيم رفض تصريحات المسؤول الاميركي، مشددا على اهمية ان يكون التعامل بين السودان والولايات المتحدة قائم على اساس انهما دولتان فى الاممالمتحدة تحكمهما القوانين والأعراف الدولية وكل الجوانب التى تحدد لكل دولة حقوقها وواجباتها وإبعادها وفقا لدستورها والمنظومات الدولية . وفي جوبا، قال فيليب اجوير المتحدث باسم القيادة العسكرية إن مجموعة من المتمردين اتباع ديفيد ياو ياو قتلوا الجنود ال 24 في كمين نصبوه لقافلة تابعة للجيش في ولاية جونقلي. وأشار الى إن المجموعة، وهي واحدة من ميليشيات عدة يمولها الشمال تقاتل الحكومة، هاجمت قافلة من 200 جندي قرب بيبور وهي منطقة نائية بولاية جونقلي. وأضاف أن 12 جندياً أصيبوا كذلك وأن 17 مفقودون وتم إرسال الجنود للتحقيق في تقارير تفيد بأن ياو ياو شوهد في المنطقة.