قال جيش جنوب السودان إن 16 شخصا على الأقل قتلوا في اشتباكات بين قواته وميليشيا متمردة مما يثير مخاوف بشأن الاستقرار في الجنوب المنتج للنفط والذي يستعد لإعلان استقلاله عن الشمال. ونشب القتال مع جنود موالين لجورج أتور الذي كان ضابطا كبيرا في الجيش الشعبي لتحرير السودان في ولاية جونقلي بجنوب السودان أمس واليوم وخرق هدنة هشة مع حكومة الجنوب وجاء بعد مقتل وزير بجنوب السودان داخل مكتبه مما أبرز الافتقار إلى الأمن في العاصمة جوبا. ويأتي العنف الذي أنهى فترة من الهدوء النسبي في الجنوب المنقسم والأقل نموا في وقت حساس للغاية بالنسبة للمنطقة. وأظهرت نتائج يوم الاثنين أن نحو 99 في المئة من مواطني الجنوب اختاروا الانفصال عن الشمال في استفتاء أجري بموجب اتفاق سلام أبرم عام 2005 وأنهى حربا أهلية استمرت عقودا. وأسفرت الحرب عن مقتل قرابة مليوني شخص وشابتها أعمال عنف أيضا بين الميليشيات الجنوبية المتناحرة. وأثيرت مخاوف من إمكانية أن تعود إلى السطح انقسامات قديمة خلال فترة ما قبل الانفصال المقرر في التاسع من يوليو تموز. وقال فيليب أجوير المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان "هاجمت قوات جورج أتور قاعدة للجيش الشعبي لتحرير السودان في ولاية جونقلي. قتل أربعة من جنود الجيش و12 من رجال أتور." وأضاف "هذا انتهاك لاتفاقية وقف إطلاق النار. هو لم يكتف بمهاجمة الجيش الشعبي لتحرير السودان وحسب وإنما يزرع الألغام الارضية أيضا." وقال أجوير إن قوات أتور شنت الهجوم في جونقلي صباح أمس. وشنت ميليشيا أتور هجومين آخرين قرب منطقة فنجاك بعد ظهر الاربعاء وصباح اليوم الخميس وانفجر لغم أرضي في سيارتين كانتا تقلان جنودا في الجيش الشعبي لتحرير السودان أمس. ولم يذكر أجوير عدد الضحايا. وتمرد أتور بعدما قال إنه خسر منصب حاكم ولاية جونقلي في انتخابات ابريل نيسان 2010 بالتزوير. واتهم أتور الجيش الشعبي لتحرير السودان بمهاجمة قواته أولا لكنه قال إنه مستعد لإجراء محادثات. وقال لرويترز عبر هاتف يعمل بالأقمار الصناعية من مخبأه بمنطقة غابات " إذا كان الجانب الآخر مستعدا فيمكن أن نستمر في المحادثات لكن إذا لم يكونوا مستعدين فسأقول إن هذه هي نهاية اتفاق السلام بيننا وبينهم." وكان أتور قد اتفق على وقف لإطلاق النار مع جيش الجنوب في يناير كانون الثاني قبيل بدء التصويت في الاستفتاء. واتهم قادة جنوبيونالخرطوم بدعم أتور عندما تمرد في البداية لكنهم لم يكرروا الاتهامات اليوم. وقال أجوير "ندعو جورج أتور إلى النظر إلى هذه اللحظة العظيمة في تاريخنا واتخاذ قرار منطقي من أجل السلام." وتمرد جنود جنوبيون في وحدة بجيش الشمال في ولاية أعالي النيل المجاورة الاسبوع الماضي حين رفضوا الانتشار شمالا في إطار فصل للقوات قبل استقلال الجنوب. وقال الجيش الجنوبي اليوم إن عدد قتلى هذه الاشتباكات ارتفع إلى 60 قتيلا.