حذر نائب رئيس البرلمان السوداني القيادي في «الحركة الشعبية لتحرير السودان» الحاكمة في الجنوب أتيم قرنق، من إقدام حزبه على فك ارتباط مبكر بين دولتي الشمال والجنوب في حال عدم التوصل الى حل فى أزمة إسقاط عضوية النواب الجنوبيين في البرلمان قبل انفصال الجنوب في تموز (يوليو) المقبل واعتبر قرنق اصرار رئيس البرلمان أحمد ابراهيم الطاهر على تلك الخطوة بمثابة تعجيل لفك الارتباط بين شطري البلاد قبل تموز، مطالباً بايجاد حل عاجل لهذه الازمة . وكان رئيس البرلمان أكد ان عضوية النواب الجنوبيين ستسقط ولن يسمح لهم بحضور جلسات البرلمان اعتباراً من غد الاثنين وفقاً للدستور، لكن سيستمر ممثلو الجنوب في مجلس الوزراء حتى تموز. الى ذلك كشف مسؤولٌ رفيعٌ في حكومة جنوب السودان أمس، عن مخطط لاغتيال نائب رئيس حكومة الجنوب رياك مشار وخمسة آخرين من كبار قادة الجيش الجنوبي بعد الإنفصال الرسمي لجنوب السودان في تموز المقبل. وقال مستشار رئيس حكومة الجنوب للشؤون الديبلوماسية ألفرد لادو غور في مؤتمر صحافي في جوبا عاصمة الجنوب، إنه أُبلغ بمعلومات سرية بوجود مؤامرة لإغتيال رياك مشار وخمسة من كبار ضباط الجيش الجنوبي هم: فاولينو ماتيب نيال وتوماس غريلو وإسماعيل كوني وأوغسطين جدالا وإسحق أبوتو مامور. من جهة أخرى رحبت الخرطوم بتعيين الرئيس الأميركي باراك أوباما السفير برينستون ليمان مبعوثاً خاصاً الى السودان، ودعته الى تنفيذ وعد واشنطن برفع العقوبات الاقتصادية التي تفرضها على السودان، وشطب اسمه عن لائحة الدول الراعية للإرهاب، والمساعدة في إعفاء ديون البلاد الخارجية. وقال في تصريحات للصحافيين إلى أنه سيغادر بلاده للمشاركة في اجتماعات طرفي السلام السوداني في إثيوبيا قبل الاجتماع مع مسؤولين سودانيين كبار في الخرطوم في شأن قضايا الشمال والجنوب ودارفور. وسيكلف ليمان بمهمة قيادة العملية التي تقول واشنطن إنها قد تؤدي إلى تطبيع كامل في نهاية المطاف لعلاقاتها مع الخرطوم، إذا عملت الأخيرة على تحسين الأوضاع في دارفور. ولكن مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع توقع أن تعود الدول الغربية الى ممارسة ضغوط على حكومته عقب انفصال الجنوب في تموز المقبل واستخدام المحكمة الجنائية الدولية التي تلاحق الرئيس عمر البشير والعقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده، مشيراً إلى أن فترة الهدوء الحالية خطوة تكتيكية حتى الانفصال، وليس قناعة بتحسين العلاقات مع الخرطوم. وبدأت في العاصمة الاثيوبية أمس محادثات بين حزبي المؤتمر الوطني و»الحركة الشعبية» تحت رعاية الوسيط الافريقي ثابو امبيكي، لمناقشة القضايا العالقة وترتيبات ما بعد انفصال الجنوب، ودرس مقترح من مبيكي لتسوية النزاع بين الشمال والجنوب على منطقة أبيي، كما سيدرس الطرفان امكان نشر قوة دولية على طول الحدود بين السودان والدولة الجديدة في الجنوب وانهاء بعثة حفظ السلام الدولية أو تمديد مهماتها. الى ذلك، اعلن رئيس تحرير صحيفة «جوبا بوست» ان قوات الامن في جنوب السودان صادرت أعداداً لصحيفته لأنها تضمنت خبراً نقلته عن المتمردين يفيد بهجوم قريب على العاصمة جوبا. ونقلت «فرانس برس» عن مايكل كوما الذي يشرف على الصحيفة التي تصدر مرتين في الاسبوع ان «المسؤولين الامنيين اعترضوا على هذا الخبر وصادروا 2500 عدد من الصحيفة في المطار». ونظراً لقلة المطابع في جنوب السودان الذي يحظى بحكم ذاتي، تطبع الصحيفة اعدادها في الخرطوم قبل نقلها جواً الى الجنوب.