بدأت الانفراجات تظهر أمس في شأن أزمتي المخطوفين اللبنانيين في سورية والمخطوفين السوريين في لبنان، والوضع الأمني في مدينة طرابلس التي كانت شهدت صدامات منذ ليل الإثنين الماضي تسببت بمقتل 12 مواطناً وسقوط أكثر من 100 جريح، فساد الهدوء الحذر أمس المدينة في ظل بعض رصاص القنص، وحصول تقدم في الاتصالات من أجل تفكيك الدشم والمتاريس بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة. وأفرج خاطفو اللبنانيين ال11 في مدينة إعزاز السورية عن أحدهم، حسين علي عمر (60 سنة) ووصل الخامسة إلا ربعاً عصر أمس الى بيروت على متن طائرة تركية خاصة يرافقه مسؤول تركي أمني، وصرح بأن رفاقه العشرة الآخرين في صحة جيدة وشكر للحكومة التركية جهودها، ونقل عن المسؤول عن المجموعة التي تخطفهم من «ثوار الشمال» أنه سيفرج عنهم بعد 5 أيام. وسبق هذه الخطوة الإفراج من قبل آل المقداد عن 6 سوريين كانوا احتجزوهم الأسبوع الماضي رداً على احتجاز حسان المقداد في دمشق، وأعلن الناطق باسم العائلة عن الإبقاء على 4 سوريين والتركي إيدن طوفان. وفيما عمّت الفرحة منطقة حي السلم حيث يقطن المفرج عنه حسين عمر، وأطلقت المفرقعات النارية والزغاريد، انفرجت أسارير أهالي سائر المخطوفين بعد أن طمأنهم الى أوضاعهم، خصوصاً أنه غادرهم الساعة 11 ليل أول من أمس الى تركيا، بعد أن كان خطف مع رفاقه قبل 95 يوماً فيما كانوا عائدين من زيارة للعتبات المقدسة في إيران. وقال وزير الداخلية مروان شربل الذي استقبل والنائبين غازي زعيتر (حركة «أمل») وعلي عمار (حزب الله)، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في مطار رفيق الحريري، إن جميع المخطوفين بصحة جيدة «وكنا نعرف ذلك لكن أردنا التأكد بالاتصال مع المسؤولين الأتراك الذين كانوا أضاعوا المكان الذي وضعوا فيه بعد حصول القصف (على إعزاز الأسبوع الماضي)». وأمل شربل بعد اجتماعه مع المسؤول التركي الذي رافق عمر على الطائرة التي أقلته، أن يفرج عن الباقين عبر الدولة التركية «التي لا تترك أي لحظة للعمل على تحريرهم في أسرع وقت ممكن، وهم يعملون أقصى جهدهم بطريقة سلسة». وكشف عن وجود مخطوف لبناني إضافي الى المخطوفين العشرة والمخطوف من آل المقداد، من آل منصور. وأوضح أن الجانب التركي لا يقوم بمسعاه مقابل أي شرط مثل الإفراج عن المواطنين التركيين المحتجزين في لبنان. وأضاف: «الأتراك تعهدوا بالسعي للإفراج عن المخطوفين ال11 منذ أكثر من 3 أشهر، قبل أن يخطف أي تركي في لبنان». وطالب شربل الإعلام بعدم إطلاق الفرضيات وإبعاد الموضوع عن التداول الإعلامي «وربما أفرجوا (عن عمر) كي نصدق أن الجميع بصحة جيدة». وتمنى النائب عمار «لو كنا في استقبال الجميع»، وأمل من السلطات التركية التي كان لها اليد في الإفراج عن عمر بأن تمارس الدور نفسه للإفراج عن الباقين. وأكد عمر في تصريحات متفرقة أن «أبو شوقي» أحد مسؤولي الجهة الخاطفة نقله ورفاقه العشرة الآخرين ليل أول من أمس الى فيلا قرب الحدود التركية ثم طلب منه النزول من الحافلة التي أقلتهم وأبلغه بأنه سيفرج عنه، فالتقى «أبو إبراهيم» مسؤول «ثوار الشمال» وطمأنه بأن الباقين سيفرج عنهم بعد 5 أيام على الأرجح. وارتدى عمر قميصاً أبيض وربطة عنق حمراء عليها العلم التركي، وقال إنه طلبها من أحد المسؤولين الأتراك عربون شكر لجهود الجانب التركي. وعندما طلب المسؤول التركي منه استرجاعها قبل سفره الى بيروت أصر على الاحتفاظ بها لإبلاغ الجميع بشكره للدور التركي في إخلائه، وقال إن المسؤولين الأتراك يأتون يومياً الى الحدود لمتابعة أخبار المخطوفين. وأوضح أنه «طوال 95 يوماً لم نسمع كلمة تؤذينا (من الخاطفين) وأبو إبراهيم». وتمنى على الأخير الإفراج عن رفاقه. وسبق وصول عمر الى مطار بيروت اتصال أجراه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بكل من رئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي لإبلاغهما بنجاح وساطة أنقرة في الإفراج عن عمر، كما سبق ذلك الإفراج من قبل «سرايا المختار الثقفي» عن 4 سوريين كانوا خطفوا في بيروت، إضافة الى إخلاء آل المقداد سبيل 6 سوريين. أما على صعيد الوضع في طرابلس، فقد شهدت المدينة أمس هدوءاً نسبياً مع سماع بعض الطلقات النارية المتفرقة، فيما عزز الجيش اللبناني من انتشاره بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن وعمل على إزالة متاريس كانت أقيمت في المنطقتين. وشهدت المدينة عودة لبعض الحركة فيها وفتحت المحال التجارية أبوابها، بعد الشلل الذي أصابها على مدى الأسبوع جراء الاشتباكات العنيفة. وعقد اجتماعان في منزل النائب محمد كبارة لبعض نواب المدينة وفاعلياتها، وجرى البحث في خطوات وإجراءات لضبط الخروق وانفلات بعض المجموعات التي تخرق وقف النار وبالتنسيق مع الجيش. وقال وزير الإعلام وليد الداعوق، نقلاً عن الرئيس ميقاتي، إن هناك إجماعاً لدى قيادات طرابلس على رفض الفتنة «التي يسعى بعضهم باستمرار الى تعميمها في طرابلس». وقال رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة إن طرابلس «عانت في ظل الوجود العسكري السوري أصعب الأيام وأبشع الممارسات وتعاني اليوم في مرحلة تخبط هذا النظام وأفوله». وقال: «لن نقبل أن يختطف أي كان جبل محسن ويجيّرها لحسابه كما لا نقبل أن يختطف أي كان باب التبانة ويحولها مرتعاً له». ودعا الى «وقف هذا الانتحار». وأكد أن «لا غطاء فوق رأس أحد في تنفيذ الجيش حفظ الأمن». من جهة ثانية، خطف أمس المواطن الكويتي عصام الحوطي (52 عاما) في منطقة حوش الغنم في البقاع الأوسط فيما كان يمضي عطلة في المنطقة، خصوصاً أنه متزوج من لبنانية من بلدة طليا. ونفذ عملية الخطف 3 مسلحين كمنوا للحوطي فيما كان يقود سيارته وإلى جانبه زوجته، بعد أن أطلقوا النار بين رجليه حين حاول مقاومتهم. على صعيد آخر، قطعت ليل أمس الطريق الدولية الجنوبية عند بلدة الناعمة من قبل مواطنين احتجاجاً على مقتل اثنين من سكان البلدة وجدت جثتاهما في صندوق سيارة مركونة في منطقة دوحة الحص.