أعرب سعوديون في دولة الإمارات العربية المتحدة عن خشيتهم من رحلة العودة عبر منفذ البطحاء الحدودي، موكدين أن الكابوس الذي تعرضوا له لازال شاخصاً أمام أعينهم. وأرجعوا سبب تلك الخشية إلي محاولة مسؤولي المنفذ التملص من المسؤولية عبر تصريحاتهم، فيما سيضاف في رحلة العودة من خلال المعبر الحدودي المتواضع الإمكانات التفتيش الجمركي ما يعني أن رحلة العودة مرشحة إلى مواجهة صعوبات تفوق رحلة الذهاب. «الحياة» التي عاشت أكثر من 11 ساعة داخل المنفذ، ورصدت آراء مسافرين بعد أن عاينت وعاشت معاناتهم حينما كانوا عالقين في أزمة التكدس، حاولت أخذ آراء بعض العاملين في المنفذ لكنهم رفضوا، وأبدوا تحفظهم بحجة عدم امتلاكهم صلاحية التصريح لوسائل الإعلام دون أخذ موافقة من الجهات المسؤولة. فيما وجد المسافرون من خلالها متنفساً للتعبير عن غضبهم، وقال محمد العقيل، الذي علق في المنفذ أكثر من 12 ساعة أنه ندم على سفره عبر المنفذ، وقال: هي المرة الأولى والأخيرة، ولن أعاود الكرة من جديد، مشيراً إلى أنه اضطر لشراء عبوة الماء التي ثمنها ريال واحد بعشرة ريالات من قبل مسافر آخر، واضطر لذلك نتيجة إصابته بإعياء شديد بعد تعطل مركبته وسط الزحام، لافتاً إلى أنه بعد سبع ساعات من الزحام تراجع عن السفر، وأراد العودة لكنه لم يستطع، وأضاف «هناك المئات من المسافرين من يتعطلون نتيجة انتهاء جوازات سفرهم أو تعطل مركباتهم في المركز، ومع ذلك لا يجدون مكاناً يؤويهم، ومن حقهم أن يجدوا الخدمات مثل المطعم أو المركز التجاري، متسائلاً: «لماذا لا تكون منافذنا البرية منظمة، وتحوي كافة الخدمات كما هي حال منافذ الدول المجاورة؟». وأوضح المسافر خالد الشمري، القادم من محافظة رفحاء أن وضع المنفذ بحاجة إلى نظر، وقال «ما حدث هو كارثة عيد حدودية، خصوصاً وأن عشرات المسافرين من السعوديين والخليجيين تعرضوا للإعياء والتعب دون حتى أن يسمعوا كلمة اعتذار من قبل المسؤولين عن المنفذ، وتمنى استحداث نزل صغير، ومطعم، ومصرف داخل المنفذ، فضلاً عن دورات مياه كافية خصوصاً وأن المنفذ يعد منطقة مقطوعة، ويبعد نحو 300 كيلومتر عن أقرب مدينة. وأضاف الشمري، «منفذ البطحاء لم يعد يستوعب الأعداد المتزايدة من حركة المركبات والشاحنات، وهو بخدماته الحالية لا يسر أحداً، وأدعو الله أن يعين رجال الجمارك والجوازات الذين يعملون في ظل هذه البيئة غير المهيأة». واستغرب المسافر عبدالله البكر، من قلة عدد مفتشي الجمارك، حيث يبدو عليهم الضيق بسبب الزحام الشديد، وتساءل عن عدم تواجد فنيين متخصصين في حل مشاكل تعطل أنظمة الحاسب الآلي، ويقول: «أخبرني أحد العاملين في المنفذ أنه في حال تعطل النظام يقومون بالاتصال بالمختص والذي لا يحضر إلا بعد ساعتين على الأقل». ويرى المسافر الكويتي جراح محمد، أن الحل الجذري هو بناء منفذ حدودي متكامل الخدمات،والتي يحتاجها المسافر والموظف أسوة بالمنافذ الحدودية في باقي الدول، موضحاً أنه يوم الاثنين الماضي في ثاني أيام عيد الفطر كان قادماً بصحبة أسرته إلا أنه عاد قبل وصوله إلى المنفذ ب 40 كيلومتر فقط، بعد أن تلقى تحذيرات من أصدقائه، الذين كانوا عالقين في المنفذ، إلى جانب مشاهدته لصور للزحام تم نشرها من قبل مسافرين على مواقع التواصل الاجتماعي. ويضيف أنه سافر في اليوم الرابع وبعد أن خف الزحام.