تعطل النظام الرئيس للجوازات بجميع منافذ المملكة البرية والبحرية والجوية أمس لساعتين تقريباً، ما أدى إلى تكدس المسافرين والسيارات وتأخر إقلاع رحلات جوية. وكشف المتحدث الإعلامي لجوازات الشرقية المقدم عماد العبد القادر ل «الشرق» أن العطل بدأ في الثالثة والربع عصراً إلى الخامسة وعشرة دقائق مساءً. وأبدى العبد القادر استغرابه من تكرار العطل ليومين متتاليين. وقال إن هذا لم يسبق أن حدث منذ سنوات. وتكدست أرتال السيارات في جسر الملك فهد في انتظار إصلاح النظام، ووصل الزحام إلى خارج منطقة الخدمات في الجسر. وشهد منفذا الخفجي والبطحاء يوم أمس، طوابير من السَّيارات والشاحنات امتدت إلى مسافة كيلومترات، بدءاً من كبائن الجمارك فيما أكد مدير العلاقات العامة بمطار الملك فهد الدولي والناطق الإعلامي أحمد العباسي ل « الشرق « أن العطل تسبب في تأخير إقلاع رحلتين دوليتين من الدمام. وذكر أحد المسافرين من منفذ الخفجي ، ويدعى منيف الشمري ، أنَّه سبق وأن واجه المشكلة نفسها، التي أبقته لساعات طويلة، بانتظار فتح الحركة ؛ ما تسبَّب في تأخره عن عائلته المقيمة في الكويت ، موجهاً مناشدته للجهات المعنية بتطوير الأنظمة في المنافذ، ومعالجة قلَّة المسارات، واصفاً الأمر بأنَّه لم يعد يطاق. وكانت الأزمة مستمرة في منفذ البطحاء الحدودي مع دولة الإمارات العربية حيث انفرجت أزمة تكدس الشاحنات ليلة أمس، مع تقطع ملحوظ في الشبكة، بعد معاناة امتدت إلى يومين بسبب تعطل الجهاز الآلي الخاص في جمارك البطحاء ، وبحسب مصادر «الشرق» أنَّ فرقة مختصَّة وصلت من الرياض، وقامت بإصلاح الخلل الفني الذي صاحب الشبكة. وبيَّن عدد من سائقي الشاحنات أنَّ الأزمة انفرجت نسبيًّا، والتي كانت بسبب قلة الموظفين والمفتشين، وساعات العمل المحدودة، وقالوا إنَّ الأزمة تتطلب من مصلحة الجمارك، ضرورة تمديد ساعات الدوام، وتكثيف الأداء الوظيفي، مع ضرورة توجيه مكاتب التخليص الجمركي للعمل لساعات أطول، وجلب موظفين من الجمارك الأخرى، لفك عملية التكدُّس التي تعدّ هي الأكثر بحسب ترددهم على الجمارك، مشيرين إلى انعدام الخدمات خصوصاً أنهم في الساحة الجمركيَّة، ومنهم من يكون على بُعد مسافة كبيرة، لا يمكن الوصول إلى المحلات التجاريَّة وغيرها. وتبيَّن ل»الشرق» أنَّ صغر المساحة المخصَّصة في الجمرك، ساهمت في تكدُّس الشاحنات داخل وخارج الجمرك ، وأمتد التكدُّس إلى جمرك الغويفات، على مسارين وقبل وصول المنفذ بما يقارب 15 كيلومتراً، وفي الوقت الذي طالب فيه المسافرون بضرورة إنجاز العمل الجمركي بأسرع ما يمكن، خصوصاً أنَّ أوقات الإجازات التي تبلغ فيه حركة المسافرين ذروتها، وذلك بحشد الإمكانيات البشرية ومحاولة تسخيرها لإنجاز العمل لكي يتواكب مع أكبر منفذ في العالم. «الشرق» حاولت الاتصال مع المتحدث الإعلامي بمصلحة الجمارك عبدالله الخربوش خلال اليومين الماضيين لكن هاتفه النقال مغلق، وتم الاتصال على مكتبه وأفاد أحد موظفيه أنّه خارج المكتب في مهمة رسميَّة، وبحسب المعلومات التي توفرت ل»الشرق» أنَّ مصلحة الجمارك تقوم في عملية الانتهاء من مشروع التوسعة لهذا المنفذ الحيوي بقيمة 223 مليون ريال، لتنفيذ مشروعات توسعة وتحسين تليق بمكانة هذا المنفذ، ومنها توسعة الساحات الجمركية وإنشاء مظلات إنهاء إجراءات الركاب مع صالات حديثة للركاب، والجوازات، مع إنشاء مدينة متكاملة للحجاج وتوسعة ساحة الأمن الجمركي والترانزيت، مع مشروع زيادة أجهزة الكشف الإشعاعي إضافة إلى مبنى يضم كل الدوائر الحكومية العاملة في المنفذ، وكذلك تطوير قطاع التخليص الجمركي. كما أنَّ الإحصائيات التي توضح كبر حجم الواردات والصادرات وحركة السيارات والشاحنات التي تصل إلى ألفي شاحنة قادمة في اليوم ومثلها مغادرة، وألف سيارة سياحيَّة يوميًّا، ونصف مليون معاملة جمركية في العام تجعل منه أكبر منفذ في العالم.