استقبل السودان اول ايام عيد الفطر أمس بمقتل 31 شخصاً من بينهم اربعة وزراء وقيادات عسكرية وامنية إثر تحطم طائرة مدنية كانت تقلهم في مدينة تلودي بولاية جنوب كردفان المضطربة المتاخمة لدولة جنوب السودان. وتحطمت الطائرة وهي من طراز «انطونوف»، روسية الصنع مستأجرة، وعلى متنها وفد سياسي وعسكري لمشاركة مواطني تلودي والقوات الحكومية، التي صدت ثلاث هجمات من متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» للاستيلاء على المدينة، افراحهم لمناسبة عيد الفطر المبارك. وقالت سلطات الطيران المدني أن سوء الاحوال الجوية والعواصف الترابية ساهمت في تدني مستوى الرؤية وفشل الطيار في الهبوط مرتين قبل ان تصطدم الطائرة بجبل شرق المدينة، ما ادى الى احتراقها ومقتل جميع من كانوا على متنها وتفحم جثثهم الى درجة جعلت التعرف عليهم مستحيلاً. وشملت لائحة القتلى وزير الإرشاد والأوقاف غازي الصادق ووزيري الدولة للشباب والرياضة محجوب عبد الرحيم توتو وزير الدولة للبيئة والسياحة عيسى ضيف الله، ووزير التربية في ولاية الخرطوم علي الجيلاني، والمحافظ في حكومة ولاية الخرطوم محمد حسن الجعفري ومحافظ منطقة الخرطوم بحري طارق مبارك واللواء صلاح إسماعيل (القوات الجوية) واللواء في الشرطة أحمد موسى أحمد واللواء أمن أحمد الطيب أبوقرون من جهاز الأمن والاستخبارات وعضو في البرلمان وخمسة اعلاميين وطاقم الطائرة المؤلف من ستة اشخاص. وتلقى الرئيس عمر البشير ومساعدوه التعازي في قتلى الطائرة مساء امس في مقر القصر الرئاسي، وابدى حزنه للحادث واعتبر الضحايا شهداء في طريق السلام. كما أكد الرئيس السوداني تمسك بلاده بنهج الحوار والسلام سبيلاً للاستقرار، مشيدا في الوقت نفسه بنتائج قمة التضامن الإسلامية الاستثنائية التي عقدت أخيرًا في مكةالمكرمة لاسيما في ما يتعلق بالسودان. ودعا البشير، في خطاب لمناسبة العيد، الشعب السوداني إلى العمل بروح واحدة واليقظة العالية والاستعداد للمستقبل في مواجهة التحديات. وقال البشير: «مرّت علينا أيام وفترات صعبة، هي إلى زوال»، مشددًا على أهمية العمل الجماعي لتحقيق تطلعات الشعب السوداني. وأعرب عن أمله في أن يتحقق الأمن والاستقرار ويعم السلام في السودان والمنطقة. الى ذلك، بدأت أريتريا خطوات لتقريب شقة الخلاف بين الحكومة السودانية ومتمردي «الحركة الشعبية الشمال» عبر مبادرة طرحها الرئيس الأريتري أسياس أفورقي، على الجانبين في شأن الأوضاع الأمنية والإنسانية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وزار وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين اسمرا برفقة إحدى الشخصيات القيادية استجابة للمبادرة. كما زار العاصمة الاريترية للغرض ذاته رئيس «الحركة الشعبية - الشمال» مالك عقار والمسؤول العسكري في الحركة عبدالعزيز الحلو. وتُحاط المبادرة الاريترية بسياج من السرية، لكنها لا تتقاطع مع الوساطة الافريقية بين الخرطوم والمتمردين الشماليين التي تستضيفها أديس أبابا. وظلت العلاقة بين الجارتين اثيوبيا واريتريا في حال عداء منذ نشوب حرب بينهما ادت الى مقتل آلاف.