قتل 31 شخصًا بينهم وزير الإرشاد والاوقاف السوداني غازي الصادق وعدد من المسؤولين السودانيين الاحد في تحطم طائرة كانت تقلّهم الى ولاية جنوب كردفان وسقطت بسبب سوء الاحوال الجوية، كما افادت مصادر رسمية. ونقلت وكالة الانباء السودانية الرسمية (سونا) عن رئاسة الجمهورية بيانًا جاء فيه أن «رئاسة الجمهورية تحتسب عند الله تعالى وزير الإرشاد والاوقاف الاتحادي المهندس غازي الصادق الذي استشهد مع عدد من رفاقه في طائرة مدنية سقطت جراء ظروف جوية قاسية وهي على مشارف تلودي». واضافت الوكالة ان المسؤولين كانوا متوجّهين الى مدينة تلودي في ولاية جنوب كردفان «لأداء صلاة العيد ومشاركة اهالي تلودي، والاحتفال معهم بعيد الفطر المبارك». وكان مسؤول في هيئة الطيران ذكر في وقتٍ سابق من امس الاحد لوكالة فرانس برس ان 31 شخصًا قتلوا في الطائرة التي كانت تقل «وفدًا رسميًا» الى جنوب كردفان. وصرح عبدالحفيظ عبدالرحيم المتحدث باسم هيئة الطيران السودانية ان «جميع الذين كانوا على متن الطائرة قتلوا». وقال ان الطائرة كانت تقوم بالهبوط في بلدة تلودي نحو الساعة الثامنة صباحًا بالتوقيت المحلي (05,00 تغ) عندما «سمع صوت انفجار ادى الى تحطم الطائرة». وفي تصريح لإذاعة ام درمان، قال وزير الثقافة والاعلام احمد بلال عثمان ان الطائرة «تحطمت عندما اصطدمت بتلة» بسبب سوء الأحوال الجوية مما ادى مقتل جميع افراد الوفد. الطائرة كانت تقوم بالهبوط في بلدة تلودي نحو الساعة الثامنة صباحًا بالتوقيت المحلي (05,00 تغ) عندما «سمع صوت انفجار ادى الى تحطم الطائرة».ورغم عدم ورود انباء عن وقوع اشتباكات عنيفة في بلدة تلودي في الاسابيع القليلة الماضية، إلا ان المدينة شهدت العديد من المعارك في الحرب التي بدأت في حزيران/ يونيو من العام الماضي بين الحكومة والمتمردين الاتنيين من حركة الجيش الشعبي لتحرير السودان - الشمال. وتقع المدينة على بُعد نحو 50 كلم من المنطقة الحدودية المضطربة مع جنوب السودان. وتقع اجزاء منها على سهل تغطيه الغابات جزئيًا ويقبع تحت تلال جرفية. وتحدثت انباء عن هطول امطار غزيرة في جنوب كردفان مؤخرًا. وكان وزير الارشاد والاوقاف الراحل تولى منصبه في الحكومة التي أعيد تشكيلها في تموز/ يوليو والذي تمّ خلاله تقليص اعداد الوزارات. وقبل ذلك كان يتولى منصب وزير السياحة والآثار منذ كانون الاول/ ديسمبر. وقاتل المتمردون في جنوب كردفان الى جانب المتمردين السابقين الذين يحكمون جنوب السودان حاليًا والذي استقل في تموز/ يوليو من العام الماضي. ويتهم السودان جنوب السودان بدعم حركة الجيش الشعبي لتحرير السودان - الشمال، وهي التهمة التي يصدّقها المحللون رغم نفي جوبا التي تتهم الخرطوم بدورها بدعم المتمردين جنوب الحدود. ويقول المسؤولون السودانيون ان حل المسألة الامنية هو امر اساسي لتطبيق اتفاق النفط الذي تمّ التوصّل إليه في وقتٍ سابق من هذا الشهر مع حكومة جوبا خلال محادثات قادها الاتحاد الافريقي. ويشنّ متمردو حركة الجيش الشعبي لتحرير السودان - الشمال نزاعًا مشابهًا منذ ايلول/ سبتمبر في ولاية النيل الازرق السودانية. وتعرب الاممالمتحدة منذ اشهر عن قلقها من تدهور الوضع الانساني في منطقة النزاع التي تقيّد الخرطوم فيها عمليات المساعدات الاجنبية لما تقول انه مخاوف امنية. وتقول الاممالمتحدة ان اكثر من 650 الف شخص شرّدوا او تأثروا بشكلٍ كبير بالقتال في جنوب كردفان والنيل الازرق.