شهدت أسعار التمور في المنطقة الشرقية انخفاضاً كبيراً خلال الأيام الماضية، بلغ نحو 50 في المئة لبعض أصناف التمور، كما انخفضت أيضاً أسعار الرطب بخاصة «الخلاص» بنسبة بلغت 60 في المئة مع وصول موسمه إلى ذروة الإنتاج، ومن المتوقع أن تعود الأسعار إلى الارتفاع مع نهاية رمضان. وعزا عدد من تجار التمور أسباب الانخفاض إلى وجود التمر إلى جانب الرطب في وقت واحد، إضافة إلى أن معظم التمور الموجودة في الأسواق الآن هي من إنتاج العام الماضي، إذ من المنتظر أن يكون شهر شوال هو بداية موسم التمور بشكل رئيسي. وأضافوا إلى أن المعروض أكثر من الطلب في الوقت الحاضر، إضافة إلى أن جودة التمور في نهاية موسمه تقل مقارنة ببداية الموسم، على رغم ابتكار وسائل الحفظ والتسويق، مشيرين إلى أنه من الضروري الالتفات إلى طبيعة المدن التي توجد بها أسواق رئيسية للتمور، كما هو الحاصل في الأحساءوالقصيم والخرج والقطيف والمدينة المنورة، وهي مناطق معروفة تاريخياً في إنتاج التمور. وأوضح علي الصافي (تاجر تمور)، أن الأسعار في بداية الموسم لم تكن جيدة مع قلة الإنتاج وجودته، إلا أن الأسعار أخذت في الارتفاع تدريجياً مع تزايد الطلب خلال الفترة التي سبقت رمضان المبارك، ثم عادت إلى الانخفاض مع قوة موسم الرطب، الذي تزامن مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة، مبيناً أن سعر الكيلو جرام من تمر الخلاص بلغ 10 ريالات بانخفاض 50 في المئة عن بداية الموسم، وتمر الشيشي وصل إلى السعر نفسه أيضاً، أما أسعار الرطب فانخفض بصورة كبيرة جداً، حتى وصل سعر كيلو الغرام الخلاص إلى 7 ريالات، وهو رقم لم ينخفض إليه العام الماضي. وطالب بأهمية عقد لقاءات وورش عملية، لتوعية المزارعين والتجار بالطرق المناسبة للحفظ والتعبئة والتغليف والتسويق، إضافة إلى تنظيم المعارض والمهرجانات، في حين طالب بعودة مهرجان التمور الذي تنظمه جمعية النخلة التعاونية الذي توقف منذ سنتين، مؤكدين أن المهرجان يعد مناسبة اقتصادية أسهمت في التعريف بتمور المنطقة عالمياً. من جانبه، أوضح عبدالكريم السلمان (تاجر تمور) أن الفترة الحالية مربكة للغاية، إذ يكون شهر رمضان من كل عام السوق الرئيسي للتمور، إلا أنه اجتمع فيها محصول العام الماضي، إضافة إلى قيام مزارعين بتجهيز تمور الموسم الحالي بخاصة للأنواع التي صرمت مع بداية الشهر، إضافة إلى الرطب بمختلف أنواعه خصوصاً الخلاص منه. وأضاف أن مدن الشرقية تفضل الرطب في موسمه على التمور التي تكون من العام الماضي، ويرون أنها تفقد جزءاً من جودتها بسبب مضي عام عليها، لذا تنخفض أسعار التمور، مشيراً إلى أن أسعار الرطب هي أيضاً تنخفض سريعاً، لأن إنتاج التمور يكون محدوداً في فترة زمنية بسيطة فتتأثر الأسعار. وأوضح أهمية التنويع في طرق العرض، التي يكون لها دور في جذب المتسوقين، مما ينتج عنه ارتفاع نسبة المبيعات، مضيفاً أنه على رغم من وجود أصناف مختلفة منها في سوق الأحساء، جُلبت من مناطق مختلفة مثل القصيم والخرج والمدينة المنورة، إلا أن تمور المنطقة تبقى لها نكهة خاصة لدى المتسوقين. وأكّد على أهمية إدخال التمور في منتجات متنوعة، مثل الحلويات والآيس كريم والبسكويت والمخبوزات والشوكولاته، لتصريف الفائض والمتبقي من المنتج، وبالتالي تكون محافظة على الأسعار حماية للمزارعين، وتشجيعهم على الاستمرار في زراعة النخيل والعناية بها. يذكر أنه يوجد في الشرقية أكثر من 3 ملايين نخلة، تنتج أكثر من 120 ألف طن من التمور، يشكل الخلاص ما نسبته 60 في المئة منها، فيما تتنوع البقية منها بين مختلف الأصناف الأخرى، مثل الشيشي والرزيز والغر والحاتمي والمجناز والشهل والخنيزي والخصاب والهلالي والوصيلي وغيرها من الأنواع الأخرى.