أكدت مصادر مقربة من تنظيم «عصائب أهل الحق» مقتل اثنين من البريطانيين الثلاثة الذين ما زالوا محتجزين رهائن لديها منذ نحو سنتين. وكشفت أنها كانت «أبلغت الحكومة العراقية والمفاوضين الآخرين بمقتل 4 من الرهائن الخمسة» الذي خطفوا من مقر وزارة المال في بغداد في29 أيار (مايو) 2007. كما أكدت مصادر حكومية مطلعة على الاتفاق المبرم بين «عصائب الحق» والقوات الأميركية والحكومتين العراقية والبريطانية أن «كل الأطراف يعلمون بأن تسليم جثث هؤلاء الأربعة كان جزءاً من الاتفاق». وكانت وسائل إعلام بريطانية عدة ذكرت أمس أن اثنين من البريطانيين الثلاثة الذين ما زالوا محتجزين رهائن في العراق قتلا على الأرجح. وقالت أسرتا الرهينتين ألان ماكمينيمي وألان ماكلاكلن إنهما تشعران «ببالغ الألم والأسى» لسماع نبأ مقتل ابنيهما على أيدي الخاطفين. ووصفت مصادر مقربة من «عصائب اهل الحق» في اتصال مع «الحياة» الأنباء التي تحدثت عن مقتل رهينتين بريطانيين لدى هذه المنظمة بأنها «ليست جديدة» وزاد «منذ البداية أبلغ المتفاوضون ان اربعة من المخطوفين أموات باستثناء شخص واحد لا يزال على قيد الحياة» واضاف ان «الصفقة انتهت بأن يتم تسليم الجثث الأربع الى الجانب الآخر وفق جدول زمني يتوافق مع إطلاق عدد من المعتقلين الصدريين في سجون الاحتلال قد يصل عددهم الى الالف بينهم عشرات من قادة جيش المهدي». ونفت المصادر علمها بموعد تسليم الجثتين، كما نفت ان يكون مقتلهم «حديثاً او انتقاماً إيرانياً من بريطانيا لتدخلها في المشاكل التي حدثت بعد انتخابات الرئاسة الايرانية اخيراً» الا انها اشارت الى «قرب إطلاق قائد سابق في «جيش المهدي» يدعى حسن سالم وعدد آخر من الصدريين مقابل الجثتين». وأكد مقربون من عائلة سالم ل «الحياة» ان «العائلة تترقب إطلاقه وقد هيأت كل مستلزمات الاحتفال بعودته». وكانت محطتا «بي بي سي» و«سكاي نيوز» التلفزيونيتين ذكرتا أمس ان اثنين من الرهائن، ماكمينيمي وماكلاكلن، «توفيا على الأرجح». وذكرت عائلات المخطوفين الخمسة في بيان مشترك «نشعر جميعاً ببالغ الألم والأسى لسماع التقارير التي تتحدث عن مقتل أليك والان بأيدي خاطفيهما وكذلك جيسون كريسويل وجيسون سوينلدهيرست». وأضاف البيان «هذه محنة مؤلمة لنا جميعاً. ونسأل من يحتجزون أبناءنا إبداء الرحمة، وسنظل نصلي من أجل عودتهم سالمين». وكانت «بي بي سي» ذكرت أمس أن مسؤولين بريطانيين أبلغوا أسرتي الرهينتين الاسبوع الماضي أن «من المرجح جداً» أن يكون ابناهما لقيا حتفهما. ولم تؤكد السلطات البريطانية هذه الأنباء. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية «نحن لا نناقش التفاصيل العملانية للحالات الفردية». واضاف «مسألة أمن الرهائن لا تزال بغاية الأهمية بالنسبة لنا ونواصل العمل بشكل مكثف لتحريرهم». يذكر انه في حزيران (يونيو) الماضي تسلمت السلطات البريطانية في العراق جثتين لحارسي الأمن جايسون كريسويل (39 عاماً) من غلاسكو، وجايسون سويندلهورست (38 عاماً). وكان الرهائن الأربع ضمن فريق حراسة يتولى امن المستشار الاقتصادي بيتر مور الذي ما زال مصيره مجهولاً على رغم ظهوره في فيديو قبل نحو سنة يدعو الحكومة البريطانية الى العمل على إطلاقه. وخطف الخمسة على يد 40 رجلاً يرتدون زي الشرطة في وزارة المال في بغداد في 29 ايار 2007. وكان حراس الأمن الأربعة يعملون لحساب الشركة الأمنية الكندية «غاردا وورلد».