أنهي اجتماع طهران التشاوري أعماله الذي استمر يوماً واحداً بالتأكيد على استكمال الجهود السياسية لحل الأزمة السورية ودعم مطالب الشعب السوري في الحصول على حقوقه المشروعة وهدنة رمضان لفترة ثلاثة شهور. وكانت طهران استضافت اجتماعاً تشاورياً الخميس شاركت فيه 27 دولة، بينهم ثلاثة وزراء خارجية (باكستان وزيمبابوي والعراق) و7 دول على مستوى مساعدي وزراء الخارجية، ودولتان على مستوى المدير العام في وزارة الخارجية، و15 دولة بمستوى سفير، إضافة إلى مندوب مكتب الأممالمتحدة في طهران ممثلاً عن الأمين العام للمنظمة بان كي مون. والدول التي شاركت في الاجتماع هي أفغانستان والجزائر وأرمينيا وبلاروسيا وبنين والصين وکوبا والإکوادور وجورجيا والهند وإندونيسيا والعراق وقرغيزيا وكازاخستان والمالديف ونيكاراغوا وعمان وباكستان وروسيا وسيريلانكا والسودان وطاجيكستان وتونس وترکمانستان وفنزويلا وزيمبابوي، إضافة إلى الدولة المضيفة إيران. وكانت الدعوة وجهت إلى تركيا لكنها لم تحضر الاجتماع، في الوقت الذي امتنعت الكويت من المشاركة في الساعات الأخيرة بعدما أعلنت موافقتها على الحضور. وكان لبنان أبلغ أمين مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي بعدم مشاركته استناداً إلى سياسة «النأي بالنفس» والقرار بعدم المشاركة بأي اجتماع يرتبط بالشان السوري. وأكد البيان الذي ألقاه وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي بعد انتهاء أعمال المؤتمر على دعمه لمطالب الشعب السوري في إجراء إصلاحات سياسية، وتعزيز الديموقراطية والمشاركة السياسية الواسعة لجميع الأحزاب والجماعات المعارضة في إدارة البلاد، عبر الخيارات السلمية من دون أي تدخل خارجي، ودعم الأطراف المعنية لإجراء حوار وطني. وأكد ضرورة البحث عن خيارات سياسية تستند إلى الحوار الوطني باعتباره الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة من خلال إيقاف كل أعمال العنف من الطرفين، وتوفير الأجواء الملائمة لتحقيق الحوار الوطني. وأعرب البيان عن دعمه للمساعي الحميدة التي قام بها الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة والمبعوث الأممي كوفي أنان وللبرنامج الذي قدمة لحل الأزمة السورية والمطالبة باستمرار عمل المراقبين الدوليين لتعزيز الأمن والهدوء في سورية. وشدد على ضرورة التزام القوانين الدولية وحقوق الإنسان في عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وإنهاء حالة الدعم التسليحي للجماعات المعارضة، والعمل على وقف العنف من الطرفين، محذراً من تبعات دعم الجماعات المسلحة وأثر ذلك على السلام والاستقرار في المنطقة. وأقر الاجتماع تشكيل فريق اتصال من الدول المشاركة لوقف العنف والبدء بحوار موسع بين الحكومة السورية والمعارضة، داعماً الاقتراح الإيراني بوقف كل أشكال الأعمال المسلحة لمدة ثلاثة شهور بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، لإفساح المجال للمساعي السلمية والسياسية إيجاد حلول ناجعة لحل الأزمة. وفي دمشق رحبت صحيفة «تشرين» الحكومية بنتائج اجتماع طهران التشاوري معتبرة انه يمكن أن «يؤسس لتحرك إقليمي ودولي متوازن» من اجل حل الأزمة. وانتقدت في افتتاحيتها المؤتمرات السابقة حول حل الأزمة «التي تنطلق من محاولة تنفيذ أجندات غير سورية وتخلص إلى إقرار توصيات تساهم في سفك المزيد من دماء المواطنين السوريين الأبرياء، وتزيد من صعوبة إيجاد حل سياسي سوري للأزمة».