أطلق جندي أفغاني النار على عسكريين من قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في ولاية لغمان (شرق) أمس، من دون أن يؤدي ذلك إلى مقتل أي منهم. لكن الحلف لم يوضح إذا كان الحادث تسبب في جرحى. وأعلن الحلف أن «جنودها أردوا المهاجم خارج مركز تنسيق للقوات الأفغانية والأجنبية»، علماً أن الحادث انضم إلى سلسلة هجمات متزايدة يشنها جنود أفغان عبر إطلاق النار على عناصر الحلف الذين يساعدون الحكومة الأفغانية في قتالها مسلحي حركة «طالبان»، ما يعقد مهتمهم. والثلثاء الماضي، قتل جندي أميركي في أفغانستان برصاص رجلين يرتديان زي الجيش الأفغاني، علماً أن حوالى 30 من جنود «الناتو» قضوا في 22 هجوماً مماثلاً هذه السنة. وتبنت «طالبان» بعض الهجمات مؤكدة اختراقها صفوف الجيش الأفغاني، لكن هجمات كثيرة سببها الاختلافات الثقافية والعداوات بين الطرفين. إلى ذلك، أصيب جندي أسترالي خلال معركة اندلعت مع مسلحين في ولاية أرزوجان جنوب البلاد. وأعلنت وزارة الداخلية الأفغانية سقوط 36 مسلحاً من حركة «طالبان» واعتقال 34 آخرين في عمليات مشتركة نفذتها القوات الأفغانية ونظيرتها الأجنبية خلال الساعات ال 24 الأخيرة في ولايات كابول وكونار وبلخ وقندهار وأروزجان وغزني وهلمند. ولم تتحدث الوزارة عن سقوط خسائر في صفوف القوات المنفّذة للعمليات، فيما أعلنت ضبط كميات من الأسلحة والذخائر والأفيون ومواد متفجرة وكيماوية ومجلات، و5 دراجات نارية وسيارتين. كما فككت الشرطة 5 ألغام في عمليات أمنية أخرى في ننغرهار وبغلان وباكتيا. على صعيد آخر، أفاد تقرير أصدرته الأممالمتحدة بأن عدد القتلى المدنيين انخفض في أفغانستان، للمرة الأولى منذ 5 سنوات، بنسبة 15 في المئة خلال النصف الأول من السنة الحالية، وذلك على رغم زيادة الهجمات. كما انخفضت عمليات القتل التي تلقى مسؤوليتها على قوات الحلف الأطلسي ونظيرتها الأفغانية. وشكلت قضية القتلى المدنيين أكثر القضايا التي وترت العلاقات بين حكومة الرئيس حميد كارزاي والدول الأجنبية التي تدعمه. وأحصى التقرير سقوط 1145 مدنياً ثلثهم من النساء والأطفال بين الأول من كانون الثاني (يناير) و30 حزيران (يونيو)، وجرح 1954 شخصاً. وقال نيكولاس هايسام، نائب مدير بعثة الأممالمتحدة في أفغانستان: «يجب أن نتذكر أن الأطفال والنساء والرجال الأفغان لا يزالون يقتلون ويصابون بأعداد كبيرة ومزعجة». وأضاف: «أدعو كل أطراف الصراع إلى بذل مزيد من الجهود لحماية المدنيين من الأذى، واحترام قدسية حياة الإنسان».