شهدت الولاياتالمتحدة تموز (يوليو) الأشد حراً منذ البدء بجمع المعطيات الخاصة بالأرصاد الجوية في 1895، مع موجة جفاف طالت 63 في المئة من الأراضي، وفق الوكالة الأميركية للدراسات الخاصة بالمحيطات والغلاف الجوي «إن أو أي أي»، التي أوضحت ان متوسط الحرارة وصل إلى 25.3 درجات الشهر الماضي، أي أنه كان أعلى ب 1.8 درجة من المتوسط المسجل في القرن العشرين. وكان تموز الأشد حراً يعود إلى 1936، مع متوسط حرارة بلغ 25.2 درجة. وبالإجمال، سجلت 32 ولاية في تموز درجات الحرارة العشر الأكثر ارتفاعاً منذ بدء تجميع المعطيات. وسجلت ولاية فيرجينيا حرارة قياسية تخطت المتوسط ب 2.2 درجة. ولفتت الوكالة إلى ان الحرارة المسجلة في تموز ساهمت في بلوغ معدل قياسي من الحرارة خلال الشهور السبعة الأولى من السنة في الولاياتالمتحدة، وخلال الفترة الممتدة ل 12 شهراً والمنتهية في تموز. وبلغ إجمالي المتساقطات في تموز 6.53 سنتمتراً، أي أقل ب 0.48 سنتيمتراً من المعدل، وشهد وسط البلاد موجات جفاف قياسية طاولت 63 في المئة من الولايات البرية البالغ عددها 48 ولاية، وأثرت خصوصاً في نبراسكا وأيوا وميسوري وإيلينوي. وأوجد هذا الحر المصحوب بموجات جفاف ظروفاً مؤاتية للحرائق، فشبت حرائق في أكثر من 800 ألف هكتار من الغابات خصوصاً في ولاية كولورادو (الغرب)، اي أكثر ب 200 ألف هكتار عن المعدل الوسطي، ما يوازي رابع أكبر مساحة يأتي عليها حريق منذ 2000. وفي المقابل، سجلت منطقتا خليج المكسيك وجنوب غرب الولاياتالمتحدة تساقطات أكثر من المعتاد. فشهدت كاليفورنيا في تموز خامس شهر تسجل فيه أعلى نسبة من الامطار منذ بدء تجميع المعطيات. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أكد ان موجة الجفاف التي تضرب الولاياتالمتحدة هي الأشد منذ نصف قرن، وتتسبب في تقلّص إنتاج المحاصيل والماشية في البلاد. ودعا الكونغرس إلى إقرار مشروع قانون زراعي يسمح بإرسال مساعدات لمزيد من المزارعين ومربي الماشية، لمواجهة الكارثة. وأشار خلال اجتماع لمجلس شؤون الريف في البيت الأبيض، إلى أن الحكومة ستبذل قصارى جهدها لتخفيف آثار الجفاف. وأضاف: إنه جفاف تاريخي، له تأثير شديد في المزارعين ومربي الماشية في ولايات كثيرة.