ربما كانت أسباب الخلافات التي امتدت منذ يوم الجمعة - أول أيام الشهر الفضيل - حتى هذه اللحظة بين زوج وزوجته الموظفة، بسبب إعداد المائدة الرمضانية المنزلية، إذ بادرت الزوجة (أم سارة) بالترتيب مع إحدى المطاعم في مدينة الخبر، لإعداد مائدة رمضانية بشكل يومي، ما عدا يوم الجمعة، بسبب ظروف العمل لديها وضيق الوقت، ففضلت أن تتخذ من المطاعم وسيلة لإنقاذ نفسها وعائلتها في رمضان. أم سارة التي لا تجد لزوجها مبرراً، تقول: «لا أدري سبب الاعتراض عن أكل المطعم في رمضان، علماً بأنه يتم طلب الوجبات بحسب الرغبة، ويتوفر لدى المطعم الأكلات الشعبية السعودية، ما يعني عدم غياب الأطباق المفضلة لزوجي، ناهيك عن المقبلات التي يتم تخصيصها يومياً، فعدم مراعاة زوجي لظروف عملي، يعني عدم الاهتمام بتعبي وعدم تقدير مجهودي، والموضوع لا يتعلق بالإهمال في المنزل وإنما استبدال أو الاستعانة بما يمكن أن يفي بالغرض من خلال المطعم». لم يجد الزوج ما لذ وطاب من الأطباق - بحسب تعبيره - ففضل التوجه إلى منزل والدته التي بدأت تعد له الأطباق المنزلية، ما أثار امتعاض الزوجة التي اعتبرت أن «التصرف لن يتم الإغفال عنه، وربما يصل لحد أكبر من الخلافات الزوجية، لأن عدم التقدير والإحساس بالآخرين يتطلب رد فعل حياله». لم تتوقف الخلافات بسبب السفر الرمضانية على أعتاب منزل أم سارة، وإنما تعدت لتصل إلى منازل أخرى، بسبب «ظروف المرأة العاملة» - بحسب ما تسرده - منيرة عبدالرحمن، وتقول: «أعمل في القطاع الصحي، وصعوبة ظروف العمل تحتم أحياناً عليّ الاستعانة بالعاملة المنزلية لإنهاء بعض الأطباق الرمضانية، إلا أن اعتراض زوجي جاء بطريقة غير لائقة، إذ اعتبر أن ما أقوم به اتكال على العاملة، على رغم أن ظروف العمل هي السبب، واعتمادي عليها ليس في الطبق الرئيسي وإنما في أطباق ثانوية، فلا أعتقد أن الشغل الشاغل في رمضان هو التركيز على المأكولات فقط، علماً بأن العاملة طوال أيام السنة تعمل أصنافاً متنوعة من المأكولات - ولا اعتراض على ذلك - ولكن زوجي يعتبر أن شهر رمضان يختلف عن شهور السنة، ونكهات الأكل تتطلب تركيز المرأة في مطبخها فقط». عدم مراعاة الزوج لزوجته العاملة في شهر رمضان، أفرز بيئة غير صحية داخل بعض المنازل، وأجمعت موظفات على أن «تفكير الرجل في رمضان يختلف، إذ يطالب المرأة أن تكرّس جهودها في الطبخ»، وتعترف إحداهن أنها اضطرت العام الماضي لجلب «طاهية»، وليست عاملة منزلية، مضيفة: «هي من تتولى شؤون المطبخ وإداراته، وأخضعتها لدورات في تعلم كيفية إعداد الأكل الشعبي، وأصبحت ماهرة في صناعة المائدة الرمضانية، وهو من دفع تكاليف جلبها من الخارج إضافة إلى راتبها، ومن شدة اتكالنا عليها، هي مَن تحدد أصناف الإفطار والسحور، وتتمكن من التنوع في الأطباق بعيداً عن التكرار».