أربك غياب العاملات المنزليات في رمضان الأسر وتسبب بحالة من الخوف والهلع بربات المنازل، الأمر الذي دفع البعض منهن إلى التوجه للاستئجار اليومي قبيل رمضان للتحضير لرمضان بتجميد المأكولات الرمضانية ومنها السمبوسة، والمحاشي، والحلويات، والمعجنات. استئجار وتجميد وأطباق بلاستيكية من بين أولئك السيدات أم سعد، منال الصالح، التي تقول: لأول مرة يمر علي رمضان بدون خادمة، الأمر الذي جعلني مرتبكة جدا، فالأعمال المنزلية في رمضان متضاعفة بدءا من إعداد الطعام مرورا بغسل الأطباق وصولا للأعمال الرئيسية بالمنزل. وعن كيفية الاستعداد لرمضان دون عاملة منزلية تقول أم سعد: تغلبت على هذه المشكلة بالاستعانة بثلاث عاملات منزليات لمساعدتي في تجميد الأطعمة الرمضانية، وشراء كمية من الأطباق البلاستيكية ( استعمال مرة واحدة) لتجنب الغسيل. ونوهت إلى أن تكلفة الساعة لاستئجار العاملة المنزلية 25ريالا. ولم يقتصر أثر غياب العاملات المنزليات على الأمهات فحسب، فقد أبدت الفتيات تذمرا من الغياب القسري، كما وصفنه، وتقول الطالبة الجامعية بدرية الحسينان: أكثر ما يشعرني بالحزن هو تأخر رجوع عاملتنا من إجازتها. وتضيف بدرية: تأخرها أربكني بالاستعداد لشهر رمضان ومساعدة والدتي في أعمال المنزل. وتشدد الحسينان بأنها قامت بالاستعداد المبكر لرمضان بتجميد عدد من الأطعمة، ولاسيما المعجنات، والحجز المسبق مع إحدى الطاهيات لإيصالها إلى المنزل جاهزة قبل الإفطار بساعة. "مصائب قوم عند قوم فوائد" أم سلمان لم تخف سعادتها من تغيب العاملة المنزلية عن المنزل في رمضان وتقول: آن الأوان بأن تشعر بناتي بقيمة رمضان، مع إعطائهن دروسا عملية في إعداد الوجبات. وذكرت أم سلمان أنها ستشرع بتقسيم الأعمال المنزلية على بناتها الثلاث وزوجة ابنها. أبو خالد أبدى هو الآخر سعادة بعدم وجود عاملة منزلية بمنزله هذا الشهر، قائلا سيكون الحال مختلفا هذا الشهر، سأتمتع بتذوق الأكل بنفس عائلي دون تدخل. استعادة الثقة: من جانبها أكدت أخصائية علم الاجتماع، سلمى الشمري، أن اعتماد الأسر على العاملات المنزليات أصبح ملحوظا في الآونة الأخيرة، سواء الأسر الثرية أو متوسطة الدخل. وتابعت الشمري قائلة: من المعروف أن مسؤولية البيت في المقام الأول تندرج تحت مهام الأم أو الزوجة أو الأخت مهما كانت الظروف المادية ميسورة. وأشارت الشمري إلى أنه ومع صعوبات الاستقدام، لابد أن تستغل السيدات هذا الأمر لصالحهن باستعادة ثقة الزوج والأسرة بكاملها بأنهن قادرات على إدارة شؤون المنزل دونما خادمة.