تغيير أنماط العادات الغذائية والسلوكيات في رمضان أحد الأسباب في حدوث المشاجرات المنزلية، رغم أن شهر رمضان هو شهر الخير، والرحمة، والتواد، والتواصل مع ذلك كله فإن البعض يقلب هذه المعايير، وبالتالي ينعكس هذا في بعض التصرفات والسلوكيات للأفراد وبخاصة في المنازل. مما ينتج عن ذلك بعض المشاحنات والمشاجرات وبخاصة قبيل وقت الإفطار. والقصص والحكايات كثيرة ومتعددة في هذا المجال وهذه بعض النماذج لقصص وقعت فعلًا في شهر رمضان المبارك.. مشاجرة قبيل الإفطار خديجة عبدالوهاب ربة بيت تقول: تشاجرت مع زوجي قبيل موعد الإفطار بقليل ولم يقتصر الأمر فقط عند هذا الحد بل تطور إلى أن وصل لحد خروجي أنا وأطفالي من المنزل إلى حيث منزل أسرتي وقضينا طوال شهر رمضان هناك. وتضيف أن سبب المشاجرة كان بسيطًا ولا يستدعي هذا التطور حيث كان زوجي يقحم نفسه في عمل المطبخ وهو شأن من شؤوني وقد طلبت إليه عدة مرات عدم التدخل في شؤون الطبخ ولكنه كان يرفض وفي ذلك اليوم -وكان يوم الثالث من رمضان- وأثناء تواجدي أنا والخادمة في المطبخ لإعداد طعام الإفطار اقتحم زوجي المطبخ وبدأ يتدخل فيما لا يعنيه وأبدى اعتراضه على نوع من الطعام ولكني أخبرته بأنه إذا لم يتناسب معه فليتركه لنا ولكنه بدأ يحتد وارتفعت أصواتنا حتى تحولت من مجرد نقاش إلى شجار وحينها خرجت من المطبخ وأنا في حالة غضب وهاتفت شقيقي وطلبت إليه الحضور واصطحابي أنا وأبنائي إلى المنزل. بسبب الاسطوانة وتحكي داليا جعفر قصة معركتها وشجارها مع زوجها نهار رمضان فتقول: حضر زوجي من العمل فطلبت إليه سرعة جلب أسطوانة غاز حيث إن الأسطوانة الموجودة فارغة.. لكنه بدلًا من أن يبادر باستبدال الأسطوانة ثارت ثائرته وتحول النقاش إلى مشاجرة وقد اضطررت معها إلى مغادرة منزل زوجي إلى منزل أسرتي لعدة أيام ثم تصالحنا. أما هداية عزي -ربة بيت- فإنها تحكي عن مشاجرة وقعت بينها وبين زوجها بسبب بسيط في رمضان وقالت إن النقاش العادي في يوم من أيام رمضان قد تحول إلى مشاجرة حامية مع زوجها وقد بدأ النقاش يحتد تدريجيًا بعد أن طالبت زوجي بإحضار بعض الحاجيات الرمضانية ولكنه رفض فاتهمته بالبخل مما جعله ينفعل ويتهمني بالإهمال واللامبالاة وتدريجيًا بدأ النقاش يحتد والأصوات ترتفع إلى أن قام بضربي وطردي من المنزل في نهار رمضان من العام الماضي. قصة المائدة وقالت عواطف الجهني وهي معلمة: كثيرًا ما أختلف مع زوجي في الأيام العادية ولكن لا تصل الأمور لدرجة المشاجرات أما في رمضان فإن النقاش كثيرًا ما يتحول إلى شجار وتبرر ذلك بأن زوجها من مدمني الدخان والقهوة كثيرًا وبالتالي ينتج عن ذلك بعض المشكلات الرمضانية فكثيرًا ما يتشاجر معنا في المنزل وكذلك أثناء العمل وفي أحد الأيام وبينما كنا بانتظار مناسبة الإفطار كان يبدي بعض المرئيات حول صنوف الطعام الموضوعة على المائدة وقليلًا قليلًا ارتفعت الأصوات واحتدت المناقشات لتتحول إلى مشاجرات وتوسعت لتشمل بقية أفراد العائلة. وتتهم الرجال بأنهم يتصرفون بشكل معمد في رمضان بطريقة غير لائقة تنتج عنها مشكلات عدة مثل تدخلهم في شؤون المطبخ وإبداء رأيهم بشكل غير مناسب. أو رفض تأمين بعض الاحتياجات الرمضانية في حين أنهم يبدون انزعاجهم إذا لم تتوفر الأصناف المتنوعة على مائدة الإفطار.. تغيير في السلوكيات وتقول سناء الحربي اختصاصية اجتماعية في مركز الاستشارات الاجتماعية: مثل هذه الأمور من المشاجرات والمشاحنات الرمضانية نتيجة لبعض الممارسات في غير رمضان ومن ثم الامتناع بسبب الصوم عن تلك الممارسات مثل التدخين وإدمان بعض الرجال والنساء القهوة والشاي وبسبب الجوع والرغبة في تناول أفضل أنواع الطعام وأشهاه وبالتالي يكون هناك بعض التغيير في الأنماط والسلوكيات لدى بعض الأفراد وبالتالي تحتد الخلافات وتقع لأقل الأسباب ولكننا لو عدنا لحكمة الصوم والتي تعني الصبر والتفهم والتسامح لوجدنا أن هذه السلوكيات كلها خاطئة وغير صحيحة فالحكمة من الصوم هي تعويد النفس على الصبر والتأني، بل طلب التسامح من الآخرين بدلًا من افتعال الأزمات. وتنصح د. زينب الحربي أستاذة الدراسات الإسلامية في كلية التربية للبنات الجميع بانتهاز فرصة رمضان الكريمة والتسامح بدلًا من تعميق الخلافات ودرء المشاجرات والابتعاد منها وضبط النفس والتعاون والتسامح؛ لأن شهر رمضان هو شهر الخير والبركات ولا يجوز بأى حال من الأحوال وقوع مثل هذه الخلافات فيه.