اندلعت اشتباكات مسلحة بين الجيشين الأردني والسوري على حدود البلدين فجر الخميس، وصفت أنها الأعنف منذ بدء الاشتباكات المتقطعة بين الجانبين قبل عدة أيام. وأوقعت الاشتباكات جرحى بين صفوف الطرفين، وفق مصادر متعددة في الجانبين الأردني والسوري، أفادت ل"الحياة" باندلاع الاشتباكات في المنطقة الواقعة بين تل شهاب التابعة لمحافظة درعا السورية وقرية الطرة التابعة للرمثا الأردنية. في حين جددت الحكومة الأردنية نفيها وقوع اشتباكات على حدودها. وتعتبر هذه الاشتباكات الثالثة من نوعها بين الجيشين في أقل من أسبوع، حيث بدأت الجمعة الماضية وتجددت الثلاثاء الماضي، بعد استهداف الجيش السوري النظامي للاجئين سوريين تمكنوا عبور الحد الأردني، بحسب مصادر عسكرية أردنية وأخرى في الجيش الحر التابع للمعارضة السورية. وأفادت مصادر أمنية أردنية ل"الحياة" بإصابة جندي أردني ولاجئين سوريين اثنين بالاشتباكات، مؤكدة نقلهم إلى مستشفى الرمثا الحكومي. كما أكدت المصادر استهداف الحدود الأردنية بقذائف الجيش السوري النظامي. بينما قال مقاتلون في الجيش الحر ل"الحياة" إن وحدات الجيش الأردني "تمكنت من استهداف مغفر (21) الحدودي التابع للأمن السوري، مما أوقوع عددا من الإصابات داخل المركز". لكن المتحدث باسم الحكومة الأردنية الوزير سميح المعايطة، نفى ل"الحياة" وقوع اشتباكات بين الطرفين. وقال: "ما تقوم به وحدات الجيش الأردني على الحدود ليس اشتباكا، وإنما تغطية على اللاجئين الذين يتعرضون للاستهداف"، لكن الوزير لم يبين كيفية هذه التغطية. ونفت الحكومة الأردنية مرارا أي تصعيد في التوتر عبر الحدود، رغم إعلان رئيس الوزراء فايز الطراونة في وقت سابق حالة التأهب على الحدود مع سورية. في ذات الإطار قال سكان محليون في بلدة الطرة الأردنية ل"الحياة" إن الاشتباكات "أدت إلى قطع التيار الكهربائي عن بلدتهم لعدة ساعات"، مؤكدين وصول تعزيزات عسكرية أردنية مكثفة إلى المنطقة الحدودية يوم أمس. وقال مصدر عسكري أردني ل"الحياة": "اضطررنا لقطع التيار الكهربائي عن الحدود الأردنية للتغطية على عبور مئات اللاجئين السوريين، عندما قام الجيش النظامي السوري بإضاءة المنطقة لاستهداف حركتهم". واللافت في الأمر أن تجدد الاشتباكات جاءت عقب زيارة قام بها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى أحد المعسكرات التابعة للحدود الشمالية المحاذية لسورية مساء أول أمس.