اندلعت اشتباكات مسلحة بين الجيشين الأردني والسوري على حدود البلدين فجر اليوم الخميس، وصفت بأنها الأعنف منذ بدء الاشتباكات المتقطعة بين الجانبين قبل أيام. وقالت مصادر متعددة في الجانبين الأردني والسوري ، إن الاشتباكات اندلعت في المنطقة الواقعة بين تل شهاب التابعة لمحافظة درعا السورية وقرية الطرة التابعة للرمثا الأردنية. وتعتبر هذه الاشتباكات الثالثة من نوعها بين الجيشين في أقل من أسبوع، فقد بدأت يوم الجمعة الماضي واستمرت بشكل متقطع حتى عصر أول أمس الثلاثاء، بعد استهداف الجيش السوري النظامي للاجئين سوريين تمكنوا عبور الحد الأردني، وفق مصادر عسكرية أردنية وأخرى في الجيش الحر التابع للمعارضة السورية. وقال سكان محليون في بلدة الطرة الأردنية ل"الحياة": "إن الاشتباكات أدت إلى قطع التيار الكهربائي عن بلدتهم"، مؤكدين وصول تعزيزات عسكرية أردنية مكثفة إلى المنطقة الحدودية فجر اليوم. وأفاد علي الرفاعي أحد نشطاء الجيش السوري الحر ل"الحياة"، باندلاع الاشتباكات على حدود البلدين بشكل مفاجئ. وقال: "إن الأعيرة النارية الصادرة عن الجانبين أصابت العديد من المنازل في تل الشهاب، ولا نعرف ما هو السبب الحقيقي وراء هذه الاشتباكات، لكنها الأعنف بين الجيشين منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في سورية". وقالت مصادر إغاثية أردنية "إن قدما طفل سوري بترت خلال اشتباكات، أثناء محاولته وعائلته عبور الحدود الأردنية فجر اليوم". وأوضحت المصادر أن "لغما أرضيا انفجر بالطفل كان الجيش السوري النظامي زرعه على الحدود مع الأردن". واللافت في الأمر أن الاشتباكات جاءت عقب زيارة قام بها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لأحد المعسكرات التابعة للحدود الشمالية المحاذية لسورية يوم أمس. وقالت وكالة الأنباء الرسمية الأردنية "بترا" إن الملك عبد الله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة زار مساء الأربعاء إحدى وحدات قوات حرس الحدود على الواجهة الشمالية، حيث كان في استقباله رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن وقائد قوات حرس الحدود. وأضافت الوكالة أن الملك استمع إلى إيجاز عسكري قدمه قائد حرس الحدود حول المهام والواجبات التي تقوم بها تشكيلات ووحدات قوات حرس الحدود، وأن قائد الوحدة العسكرية قدم إيجازا تفصيليا حول الواجبات المناطة بالوحدة. وتجددت الاشتباكات على الحدود السورية – الأردنية الثلاثاء، عندما قامت مجموعات من "الجيش السوري الحر" بنقل عشرات الجرحى السوريين إلى الجانب الأردني لتلقي العلاج، على وقع قصف مكثف تتعرض له مدن درعا القريبة من الأردن، وفق ناشطي الثورة السورية. وقتل الطفل بلال اللبابيدي خلال عبوره مع والدته فجر الجمعة الماضي، وأصيب الجندي الأردني بلال الريموني بيده أثناء محاولته إنقاذ الطفل من نيران الجيش السوري النظامي.