تجددت الاشتباكات على الحدود السورية - الأردنية، عندما قامت مجموعات من «الجيش السوري الحر» بنقل عشرات الجرحى السوريين إلى الجانب الأردني لتلقي العلاج، على وقع قصف مكثف تتعرض له مدن درعا القريبة من الأردن، وفق ناشطي الثورة السورية. وأفاد مصدر عسكري أردني ل»الحياة» بتجدد الاشتباكات «إثر قيام الجيش السوري بإطلاق النار على جرحى سوريين تمكنوا من العبور إلى الجانب الأردني مساء الثلثاء». وقال المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إن لدى الجيش الأردني «تعليمات مباشرة بالرد على أي محاولة لاختراق للحدود». وأكد المصدر استمرار الاشتباكات المتقطعة لأكثر من ساعتين ونصف، مشيراً إلى أن «نشطاء من الثورة» كما وصفهم، «كانوا يحاولون إدخال بعض الجرحى إلى الجانب الأردني، لتلقي العلاج». ولفت إلى أن غالبية هؤلاء من الأطفال والنساء، وتم نقلهم إلى المشافي الميدانية قبل أن يتم تحويلهم إلى المستشفيات الحكومية في مدينة إربد شمال المملكة. من جهته قال علي الرفاعي أحد مسؤولي «الجيش الحر» في منطقة تل شهاب السورية القريبة من الأردن ل»الحياة»، إن الاشتباكات «استمرت لساعات، بعد أن عمدت القوات السورية الى إطلاق النار باتجاه العشرات من الجرحى الذين عبروا الأردن بمساندة أفراد من الجيش الحر». وتابع: «نصبت قوات النظام عدداً من الكمائن على الحدود مع الأردن، لاستهداف العائلات الفارة والجرحى وكبار السن». وأوضح أن «أحد الجرحى الذين سقطوا إثر قصف عنيف تعرضت له منطقة خربة غزالة في درعا، علق على الشبك أثناء عملية العبور، مما دفع جيش النظام إلى إطلاق النار بكثافة باتجاه الجانب الأردني». وأشار إلى أن الجرحى الذين نقلوا قبل حلول الظلام كما هو المعتاد، كانوا يعانون من إصابات خطرة ومتوسطة بسبب ارتفاع وتيرة القنص على مدن درعا الحدودية يوم أمس. ومن بين المناطق التي تعرضت للقصف في درعا بحسب الرفاعي، أحياء العجمي ومعربة وسحم وطفس والحراك. إلى ذلك، أفادت مصادر إغاثية أردنية، بارتفاع ملحوظ في أعداد السوريين الفارين إلى الأردن خلال الأيام الماضية. وقال زايد حماد رئيس جمعية (الكتاب والسنة)، المكلفة من قبل الحكومة الأردنية بتقديم الخدمات لعشرات آلاف اللاجئين، إن «ما يقرب من 14 ألف لاجئ سوري عبروا الأردن خلال الأسبوع الماضي». وأضاف في تصريح الى «الحياة» أن «ما بين 1500 و2500 شخص يهربون يوميا إلى الأردن مقابل 500 إلى 700 سابقا غالبا خلال فترات الليل». يأتي ذلك فيما اعلنت المنظمة الدولية للهجرة امس ان اكثر من 900 سوري وصلوا الى اول مخيم للاجئين السوريين في الاردن فتح الاحد. وقال كريس لوم الناطق باسم المنظمة في جنيف في ندوة صحافية ان «المنظمة الدولية للهجرة بدأت تنقل اللاجئين» الذين كانوا حتى الان في مراكز انتقالية مكتظة «نحو مخيم جديد» في الزعتري في المفرق قرب الحدود السورية والذي تبلغ طاقته 120 الف لاجئ. واضاف انه «كان من الضروري نقلهم» لامتصاص التدفق المستمر للاجئين السوريين على مراكز الاستقبال.