شرع الأردن قبل أيام بإنشاء مخيم للاجئين السوريين، على وقع الارتفاع المتصاعد في أعداد الفارين من الجارة الشمالية. وأكد مسؤولون حكوميون ل"الحياة"، أن استمرار النزوح السوري "يحتم علينا العمل مع مختلف الجهات الدولية والمحلية، لإيواء عشرات الآلاف من الأشقاء السوريين (الضيوف على الأردن)". من جهته قال أمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية (مؤسسة رسمية) أيمن المفلح، في تصريحات ل"الحياة"، إن الحكومة الأردنية "خصصت حوالي 5200 دنم من أراضي الدولة في منطقة الزعتري بمحافظة المفرق الشمالية، لإنشاء عدد كبير من المخيمات على تلك المساحة". وأضاف المسؤول الأردني، أن الهيئة "بدأت بالتعاون مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بإنجاز البنية التحتية وتسوية المساحات المخصصة لإنشاء المخيمات المذكورة". وأشار إلى أن العمل جار على إنشاء المخيم الأول في "الزعتري" ليتسع لخمسة آلاف لاجئ خلال المرحلة الأولى، لافتاً إلى أن الجهات المختصة ستعمل على إنجاز المخيمان الثاني والثالث في ذات المكان، بعد الانتهاء من إنجاز الأول بجميع مراحلة. ولفت إلى أن الفترة المقبلة ستشهد العديد من إنشاء المخيمات، إذا ما تصاعدت حالة النزوح من الأراضي السورية. وقال: "ستمنحنا الحكومة المزيد من قطع الأراضي لافتتاح المخيمات، عندما تقتضي الحاجة". وأضاف: "اتفقنا مع المفوضية التي ستتكفل بالتمويل على إنشاء المخيمات حسب المعاير الدولة، وسنتعاون مع الجمعيات الدولية والمحلية بهدف تقديم أفضل المساعدات للعائلات السورية". وأكد أن أعداد اللاجئين التي رصدتها الجهات الحكومية خلال الفترة الماضية تتجاوز 130 ألفاً. وفي حين أكد المفلح أن افتتاح المخيمات سيعتمد على حركة النزوح، قالت مصادر مطلعة في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في عمان ل"الحياة"، إن الأراضي التي وفرتها الحكومة الأردنية "تتسع لإنشاء ما يقرب من 25 مخيماً، وهو ما تنص عليه الخطة المتفق عليها مع المسؤولين الأردنيين". وأوضحت المصادر - التي فضلت عدم الإشارة إليها - أن المخيم الواحد سيتسع لأكثر من خمسة آلاف لاجئ، وهو الرقم نفسه الذي أكده المفلح. وفي الإطار نفسه، أوضح المفلح أن الجهات المعنية فرغت في وقت سابق من إنشاء مخيم آخر في منطقة "رباع السرحان" بالمفرق، ليخصص لاستقبال العائلات فقط. وتحدث عن تجهيز حديقة "الملك عبدالله" في مدينة الرمثا شمال البلاد، بعدد كبير من "الكرفانات" لاستقبال مئات اللاجئين السوريين. وكشفت مصادر في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن تجهيز مساحة كبيرة من الأرض في مدينة الزرقاء التي تبعد عن عمان 25 كلم، استعداداً لتدفق أعداد جديدة من اللاجئين. وقالت المصادر إن المفوضية "جهزت البطانيات والمطابخ والخيم وكل مستلزمات الحياة تحسباً لأي طارئ". وعبرت المفوضية في غير مرة عن خشيتها من ارتفاع عدد الفارين إلى الأردن، مع استمرار أعمال القمع ضد المناوئين للنظام السوري. وقدرت دراسة أجراها برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في الأردن - ولم تنشر تفاصيلها بعد - كلفة استضافة اللاجئين السوريين ب300 مليون دولار منذ منتصف العام الماضي حتى منتصف الشهر الحالي. إلى ذلك، قال مصادر رسمية ل"الحياة" إن السلطات الأردنية "زادت من وتيرة التأهب العسكري والأمني على الحدود مع سورية يوم أمس السبت، بسبب الاشتباكات التي جرت بالقرب من معبر نصيب الحدودي الفاصل بين الأردن وسورية للسيطرة عليه". وقالت تلك المصادر إن المنطقة الشمالية للبلاد "تعيش حالة حقيقة من الاستنفار الأمني". وكان رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة، أكد في تصريحات صحافية سابقة، انتشار الجيش الأردني على الحدود الشمالية "لحماية البلاد وتسهيل دخول اللاجئين السوريين الفارين من القوة المستخدمة ضدهم فيما قال المتحدث باسم الحكومة الوزير سميح المعايطة، إن قاطني المناطق القريبة من الأراضي السورية "يمكنهم سماع ما يحدث من إطلاق نار على الجهة المقابلة من سورية"، مؤكداً أن الأردن يعمل على حماية حدوده. وشهدت الفترة الماضية إطلاق نار متكرر من الجانب السوري باتجاه عائلات استطاعت الفرار إلى الأراضي الأردنية، وهو ما أكده مصدر حكومي رفيع ل"الحياة"، نفى تورط الجيش الأردني بالرد على مصدر النيران.