تفاجأ أهالي مدينة الحليفة (200 كيلومتر جنوب مدينة حائل) بانقطاع الكهرباء وقت أذان المغرب مساء أول أمس. وذكر عدد من الأهالي ل«الحياة» أن الانقطاع «حدث على فترات متقطعة ولمدة 4 ساعات، وكانت البداية وقت المغرب، ما جعل الأهالي يفطرون على ضوء الشموع، وعاد التيار بعدها فترة قصيرة قبل أن يعاود الانقطاع مجدداً». وأكد سعود الرشيدي وهو أحد السكان في مدينة الحليفة، أن «الانقطاع تسبب في حدوث أضرار مادية أدت إلى تلف أجهزة كهربائية وإلكترونية في منزله»، مشيراً إلى أنه تقدم بشكوى إلى الشركة لتعويضه عن التلفيات. ويعاني الكثير من سكان محافظات وقرى وأحياء منطقة حائل من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي منذ مطلع شهر رمضان المبارك، ما اضطر عشرات الأسر إلى عمل زيارات طارئة ومفاجئة لأقرباء لهم في أحياء ليس فيها انقطاع للكهرباء، وأدى إلى فساد كثير من الأطعمة والأجهزة الإلكترونية، الأمر الذي دعا بعض المواطنين إلى حصر وتقدير خسائرهم لرفع قضية ضد شركة الكهرباء للمطالبة بتعويضات عن تلك الخسائر. فيما أشار مواطنون في محافظة بقعاء (90 كلم شمال شرقي حائل) إلى أن انقطاعات التيار الكهربائي عن أحياء المحافظة بدأت منذ دخول فصل الصيف، وباتت تحدث بشكل يومي، بمدة انقطاع تتراوح بين ثلاث وثماني ساعات، في ظل درجات حرارة تتخطى حاجز ال48 درجة مئوية، وذكر خالد العنزي من سكان حي أجا، أنه تفاجأ بانقطاع الكهرباء عن منزله لأكثر من سبع ساعات متواصلة، وأنه سعى جاهداً إلى الاتصال بقسم الطوارئ في شركة الكهرباء، ولكن من دون جدوى، ما اضطره وأسرته إلى حمل المثلجات والأطعمة التي يخشى عليها من التلف والانتقال لمنزل أخيه في حي المطار حتى عودة التيار لمنزله. ولفت المواطن سعد العليان إلى أن تكرار انقطاع التيار الكهربائي في مدينة حائل أول من أمس عانى منه مئات المصلين في المساجد مع ارتفاع حرارة الجو خلال صلاة الجمعة، ما حدا ببعض المصلين للخروج والمكوث بالسيارة حتى الانتهاء من الخطبة وإقامة الصلاة. وقال بندر الشمري من سكان قرية (الخنقة 190 كلم شرق حائل): «إن انقطاع الكهرباء سبب لنا الكثير من المشكلات، خصوصاً لأطفالنا الذين يعانون من مشكلات ضيق في التنفس ويُعالجون على الأجهزة الكهربائية، ما اضطرنا إلى الذهاب بهم إلى قسم الطوارئ في مستشفى الملك خالد العام، الذي يبعد أكثر من 200 كلم، لتلقي العلاج»، لافتاً إلى أن السكان مستاؤون جداً من تجاهل شركة الكهرباء لاتصالاتهم المتكررة، ويطالبون بمعالجة مشكلة الانقطاعات خلال شهر رمضان المبارك بأسرع وقت ممكن، تقديراً لظروف الصائمين خلال هذا الشهر الفضيل. وقالت المواطنة أم ممدوح من سكان حي شراف: «إن انقطاع التيار لمدة ثماني ساعات خلال اليوم الواحد وتحديداً منذ الساعة الثالثة ظهراً إلى الساعة الحادية عشرة مساء تسبب في تعطل أربعة من أجهزتنا المنزلية، وفساد وتعفن كثير من الأطعمة والمثلجات، ونسعى أنا وزوجي حالياً إلى حصر الخسائر بالأطعمة والأضرار في الأجهزة باهظة الثمن كالثلاجات والمكيفات وغيرها، ليتم رصدها وتوثيقها، ثم توكيل محام إلى جانب عشرات الأسر من الجيران والأقارب لرفع قضية على شركة الكهرباء في حائل»، مشيرةً إلى أن حجم الخسائر المبدئي للأضرار الناجمة عن انقطاع التيار منذ دخول شهر رمضان لا يقل عن ستة آلاف ريال، وأنهم اضطروا إلى شراء ثلاجة مستعملة لتتم الاستعانة بها في الظروف الطارئة التي باتت معتادة ومتكررة بشكل يومي، ووضعها في منزل آخر ليقوموا بنقل المثلجات إليها في حال انقطاع التيار عن منزلهم، خصوصاً ساعات النهار». من جانبه، أوضح مصدر في فرع شرطة كهرباء في مدينة حائل ل«الحياة» أن الانقطاع سببه زيادة الأحمال، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، لافتاً إلى أن هناك محولاً رئيسياً في حي شراف يجري العمل على صيانته لإعادته للعمل من جديد، لأنه خرج عن الخدمة بعد انفجاره قبل ثلاثة أيام بسبب ارتفاع درجة الحرارة، نتيجة لزيادة الأحمال عليه.