نبشت حادثة انقطاع التيار الكهربائي لمدة خمس ساعات عن ثلاثة آلاف منزل في منطقة حائل أول من أمس، ذكريات الأيام العصيبة التي عاشوها خلال شهر رمضان الماضي بسبب انقطاع الكهرباء المتكرر بشكل يومي، لتزيد مخاوفهم من عودة السيناريو نفسه، خصوصاً أنه تضررت من تلك الانقطاعات مستشفيات، ومراكز صحية، ومستوصفات أهلية، إلى جانب تلف كثير من الأطعمة الرمضانية في ثلاجات المنازل. وذكر المواطن طلال الشمري من سكان قرية الكهفة (180 كيلومتراً شرق حائل) وفقاً للحياة أن تكرر انقطاع الكهرباء المستمر خلال شهر رمضان الماضي تسبب في تلف ثلاجتين وثلاثة مكيفات لديه، وقال: «حينما يفصل التيار الكهربائي ويعاود العمل خلال 20 دقيقة أكثر من أربع مرات فبلا شك أن الأجهزة الكهربائية والإلكترونية ستكون عرضة للتلف والعطل»، مشيراً إلى أن تبريرات شركة الكهرباء وقتها كانت واهية إذ تعزو الأمر إلى أن الجهد الكهربائي الزائد هو سبب انقطاع التيار الكهربائي. وأضاف أن الجهد الكهربائي خلال العام الماضي أخف من أي وقت مضى، إذ إن المدارس مغلقة والإدارات الحكومية لا تعمل سوى الساعة العاشرة تقريباً، مشيراً إلى أنه في فرنسا احتفلوا أخيراً بمرور 50 عاماً من دون انقطاع التيار الكهربائي للحظة واحدة، بينما في بلادنا يعجزون عن أن يمر أسبوع واحد من دون انقطاعات متكررة. ولفت فهد المحمد إلى أن حي الزبارة عانى من انقطاع التيار الكهربائي لمدة خمس ساعات، على رغم تقدم عدد من الأهالي بطلبات عدة لشركة الكهرباء، لإبداء انزعاجهم من ذلك الانقطاع، وللمناشدة بإصلاح الأعطال في أسرع وقت ممكن، لافتاً إلى أنها تأتي في فترة الظهيرة، ما سبب لهم الإرهاق والتعب، واضطر عدد كبير منهم إلى اصطحاب أسرهم واللجوء إلى السيارات وتشغيل المكيف والبقاء بداخلها حتى معاودة التيار الكهربائي. وأشارت نورة المرضي إلى أن سكان القرى ليسوا وحيدين في معاناتهم، إذ إن سكان عدد من أحياء حائل، خصوصاً سكان حي الزهرة، يعانون الأمرَّين مع انقطاعات الكهرباء المستمرة، الأمر الذي تسبب في زيادة معاناة المرضى من كبار السن والأطفال، علاوة على تضرر غالبية الأجهزة الكهربائية، مطالبةً بسرعة معالجة هذا الوضع المتردي حتى لا يتواصل الانقطاع خلال شهر رمضان، خصوصاً أنهم عاشوا شهر رمضان أليماً العام الماضي، وأنهم يخشون من تكرار السيناريو. وقال إبراهيم الرشيدي من سكان حي السمراء: «ما ذنب الأطفال والمرضى وكبار السن في ما تمارسه شركة كهرباء حائل من فصل للتيار الكهربائي وعدم مبالاة خلال فصل الصيف على وجه التحديد من هذه الانقطاعات المتكررة؟»، مضيفاً أنهم يعلمون جيداً أن هذا الموضوع لن يمر مرور الكرام إذا وصلت معاناتهم إلى أمير المنطقة، وأنهم يأملون منه بأن يتدخل سريعاً لوضع حد لمعاناة الآلاف من الأهالي مع مسلسل انقطاع التيار.