اشتد الصيف واشتدت معاناة المواطنين مع إمدادات التيار الكهربائي. وشهدت مناطق المملكة انقطاعات كهربائية بالجملة لم تستثن العاصمة. وزاد الأمر سوءاً تزامن تلك القطوعات مع شهر رمضان المبارك وارتفاع قياسي في درجة الحرارة وفي منطقة حائل اضطر الأهالي إلى الاستماع لخطبة الجمعة في سياراتهم! أما الطائف فغرقت في ظلام دامس. وكالعادة فإن شركة الكهرباء علّقت تلك الحوادث على مشجبها الدائم: حرارة الصيف، زيادة الأحمال، ارتفاع نسبة الرطوبة. وهو ما حدا بأمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد إلى القول إن انقطاعات التيار الكهربائي «مرفوضة مهما كانت المبررات». وامتدت معاناة المواطنين والمقيمين من انقطاع الكهرباء في الرياض لتطاول مؤسسات حكومية وخاصة، ما عرّض كثيراً منها لتوقف أعمالها ساعات عدة، وتواصلت شكاوى سكان أحياء وسط وشرق وجنوب الرياض من تكرار انقطاع التيار الكهربائي خلال اليومين الماضيين لفترات متفاوتة، بدءاً من ساعتين إلى عشر ساعات، ومنها حي السليمانية وسط العاصمة وما جاوره، وأحياء الشفا والسويدي والمروة والتعاون والندوة. وخيم الظلام الدامس على أحياء عدة في الطائف أمس، إثر انقطاع التيار الكهربائي الذي تزامن مع نشوب حريق وصف بأنه ضخم في محطة الكهرباء في حي الوشحاء. وأوضحت مصادر مطلعة ل «الحياة» أن المديرية العامة للدفاع المدني فرع الطائف فتحت تحقيقاً موسعاً في حادثة الحريق الذي اندلع في محطة تحويل تغذي الأحياء، وذكرت أن الحريق أدى إلى انقطاع التيار عن أحياء الشطبة، والنزهة، وأم السباع، والشهداء الجنوبية. وعانى الكثير من سكان محافظات وقرى وأحياء منطقة حائل من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي منذ شهر رمضان، ما اضطر عشرات الأسر إلى زيارات طارئة ومفاجئة لأقرباء لهم في أحياء ليس فيها انقطاع للكهرباء، وأدى غياب التيار إلى فساد كثير من الأطعمة والأجهزة الإلكترونية، وهو ما دعا بعض المواطنين إلى حصر وتقدير خسائرهم لرفع قضايا ضد شركة الكهرباء للمطالبة بتعويضات عن تلك الخسائر. ولفت المواطن سعد العليان إلى أن تكرار انقطاع التيار الكهربائي في حائل أول من أمس عانى منه مئات المصلين في المساجد مع ارتفاع حرارة الجو خلال صلاة الجمعة، ما حدا ببعض المصلين للخروج والمكوث بالسيارة حتى الانتهاء من الخطبة وإقامة الصلاة. وعزا رئيس القطاع الشرقي في «الشركة السعودية للكهرباء» المهندس عبدالحميد النعيم، انقطاع الكهرباء عن محافظات المنطقة الشرقية إلى «ارتفاع درجة الحرارة، مقارنة بالعام الماضي، وأيضاً ارتفاع نسبة الرطوبة، وكذلك زيادة الأحمال على مدينة الدمام، الذي سبب انقطاع الكهرباء عن معظم أحياء محافظات المنطقة الشرقية»، مبيناً أن مدة انقطاع التيار «وصلت إلى أربع ساعات». وأشار النعيم، في تصريح صحافي، أمس، إلى أن «بعض الكابلات تتأثر أثناء ارتفاع درجة الحرارة الشديد، والرطوبة، ما يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي»، لافتاً إلى أن هناك «نقطة ضعف في الكابلات التي بينها ربط، خصوصاً خلال شهر تموز (يوليو)، نظراً إلى ارتفاع درجة الحرارة فيه». بيد أن أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد، أكد ضرورة إيجاد حلول لمعالجة انقطاعات التيار الكهربائي، وضمان استمرار توفير الخدمة للمستفيدين بالشكل المرضي. وشدد على ضرورة «توفير أفضل الخدمات للمشتركين المستفيدين من خدمات الشركة، وعدم انقطاع التيار الكهربائي عنهم، مهما كانت المبررات».