أعلن الناطق باسم الجيش الأوكراني أندريه ليسينكو اندلاع قتال شوارع مع الانفصاليين الموالين لروسيا في وسط مدينة لوغانسك (شرق)، إثر استعادة القوات الحكومية حياً فيها، فيما سمع دوي قصف مدفعي في بلدة ماكيفكا شرق مدينة دونيتسك، ما دفع عشرات المقاتلين الانفصاليين إلى التوجه إليها، وبلدات أخرى في الغرب حيث يقع المطار. وانقطعت المياه في شكل كامل عن دونيتسك ليل الأحد بسبب تضرر خط كهرباء يمد المحطة الرئيسية لمعالجة المياه، فتشكلت صفوف طويلة صباح أمس أمام أكشاك تبيع مياهاً معدنية بالليتر، وأخرى انتظرت توزيع السلطات مياهاً غير صالحة للشرب في صهاريج. وأشار ليسينكو إلى العثور على جثث 15 لاجئاً مدنياً تعرضت قافلتهم لقصف بصواريخ «غراد» نسبته كييف الى المتمردين في المدينة ذاتها أول من أمس، وذلك قبل توقفت عمليات انتشال مزيد من جثث بسبب تجدد القتال. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وصف المعلومات عن مقتل لاجئين قرب لوغانسك بأنها «مقلقة جداً»، مطالباً بضمان مغادرة المدنيين المناطق التي تشهد معارك بأمان، علماً بأن قرر إيفاد مساعده للشؤون السياسية جيفري فيلتمان والمسؤولة عن العمليات الإنسانية فاليري آموس إلى كييف هذا الأسبوع. وشدد على أن «الحادث المأسوي في لوغانسك يجعل وقف النار والحل الديبلوماسي في أوكرانيا أمرين ضروريين». ومع تزايد الضغط من هجوم القوات الحكومية، حذرت قيادة متمردي الشرق أوكرانيا مقاتليها من أن الإعدام سيكون مصير الخائنين والهاربين من المعركة، ما يشير إلى تخوف الانفصاليين من تزايد حالات الهرب التي يقول الجيش الأوكراني إنها بلغت مستوى كبيراً، وخشيتهم من انتشار الفوضى. وقال إدوارد ياكوبوفسكي القائم بأعمال النائب العام ل «جمهورية دونيتسك الشعبية» الانفصالية في مقطع فيديو نشره المتمردون: «ليس سراً ارتكاب عناصر في صفوفنا جرائم تتمثل في أعمال نهب واستخدام العنف، لذا ستنشأ محاكم عسكرية قد تشمل عقوباتها الإعدام في عدد من الجرائم الخطرة، بينها التجسس والتخريب والهروب من الخدمة». وكان شهود في دونيتسك تحدثوا عن اقتحام مسلحين معارض سيارات، وسرقة محتوياتها، واضطرار بعض أصحاب متاجر السلاح تحت التهديد إلى تسليم أسلحة لمقاتلين. في كييف، ترأس الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو اجتماعاً لممثلي قوات الأمن من أجل وضع استراتيجية جديدة للعملية العسكرية في الشرق التي تزداد عنفاً. وهو يريد «إعادة تجميع القوات» لعزل المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون، و «منع تزويدهم أسلحة ومعدات» عبر الحدود مع روسيا التي ما زالوا يسيطرون على جزء منها. وغداة محادثات غير مثمرة في برلين مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بحضور نظيريهما الألماني فرانك فالتر شتاينماير والفرنسي لوران فابيوس، أعلن وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين أن المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ستزور كييف السبت المقبل بهدف تعزيز الجهود المبذولة لدعم كييف في صراعها مع انفصاليي الشرق. وأكد بوروشنكو أن زيارة مركل «ستكون مهمة جداً». وكانت مركل وعدت خلال زيارتها ريغا، عاصمة لاتفيا، أن يدافع الحلف الأطلسي (ناتو) عن دول البلطيق (لاتفيا وأستونيا وليتوانيا) القلقة من أن يؤدي الصراع في أوكرانيا وضم روسيا شبهَ جزيرة القرم في آذار (مارس) الماضي، إلى زعزعة استقرارها. وقالت: «أؤكد ان البند الخامس من معاهدة الحلف الأطلسي الخاص بواجب تقديم دعم مشترك، لا يوجد فقط على الورق، بل حيوي». وزادت: «ستبدأ ألمانيا طلعات حراسة جوية في لاتفيا بدءاً من 20 الشهر الجاري، ويجب أن ندعم ذلك بمزيد من التدريبات والمناورات كي نستطيع التحرك بسرعة وبلا تردد في حال حصول تدخل روسي، وهو ما سيناقشه زعماء الحلف في قمتهم التي تستضيفها كارديف في 4 و5 ايلول (سبتمبر) المقبل». والأسبوع الماضي، صرح قائد قوات الحلف الأطلسي الجنرال الأميركي فيليب بريدلاف، بأن الحلف يجب أن يرد عسكرياً إذا حاولت روسيا تسريب قوات الى بلد عضو في الحلف الذي كان قرر عدم إرسال قوات قتالية دائمة الى دول البلطيق، والاكتفاء بزيادة المناورات العسكرية فيها. وأعلنت رئيسة وزراء لاتفيا لايمدوتا ستروغوما، أن أعمال روسيا في أوكرانيا «غيّرت مناخ الأمن في أوروبا» وأفقدتنا الثقة، لذا يجب أن نتكيف مع الأوضاع الجديدة، ونقدم رداً واضحاً».