توعدت موسكو كييف أمس، ب»عواقب لا يمكن عكسها» بعد مقتل روسي إثر سقوط قذيفة في مدينة روسية حدودية مع أوكرانيا التي نفت تورطها بالأمر. وأعلنت السلطات الروسية أن «قذيفة أُطلقت من الأراضي الأوكرانية» سقطت في مدينة دونيتسك الروسية المحاذية لمنطقة لوغانسك شرق أوكرانيا، موقعة قتيلاً وجريحين، كما أسفرت عن «أضرار في منزلين». وسلّمت موسكو القائم بالأعمال الأوكراني مذكّرة احتجاج، فيما ورد في بيان أصدرته الخارجية الروسية: «نعتبر هذا الاستفزاز بمثابة عمل عدواني إضافي لأوكرانيا ضد الأراضي الروسية ذات السيادة والمواطنين الروس». وأضاف البيان: «يشهد هذا الحدث على تصعيد بالغ الخطورة في التوترات على الحدود بين روسياوأوكرانيا، ويمكن أن تكون له عواقب لا يمكن عكسها ستتحمل أوكرانيا مسؤوليتها». لكن كييف نفت إطلاقها النار على الأراضي الروسية، إذ قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي والدفاعي الأوكراني أندري ليسينكو: «لا شك في ذلك، القوات الأوكرانية لا تطلق النار على أراضي روسيا. لم نطلق النار». وكانت الخارجية الروسية حذرت أوكرانيا السبت من «هجمات» مستمرة على أراضيها، معلنة أنها «تحتفظ بحق اتخاذ تدابير ضرورية للدفاع عن أراضيها وضمان أمن المواطنين الروس». في المقابل، أشار ناطق أوكراني إلى وجود قوات روسية على بعد 3 كيلومترات من الحدود، ملمحاً إلى أنها أتت لفتح معبر لمرور «مرتزقة ومعدات» لمصلحة الانفصاليين الموالين لموسكو. ونددت كييف بهجوم بمدفعية انطلاقاً من قرية كويبيتشفسك الروسية، على مركز مارينيفكا الحدودي الأوكراني في دونيتسك، إذ اعتبرته «استفزازاً فاضحاً». ورأت أن موسكو «تهزأ بحقيقة أن جنوداً ومدنيين مسالمين يُقتلون بأيدي إرهابيين يحظون بدعمها». وألغى الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو زيارته البرازيل وحضوره المباراة النهائية لكأس العالم في كرة القدم، معتبراً أن الأمر «مستحيل نظراً إلى الوضع السائد» في بلاده، علماً أن مصادر تكهنت بلقائه هناك نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وأدت المعارك بين القوات الأوكرانية والانفصاليين إلى مقتل ستة أشخاص في دونيتسك وثمانية في منطقة مارينكا، واللتين يسيطر عليهما المتمردون. كما قُتل ستة مدنيين في لوغانسك، إحدى معاقل الانفصاليين، فيما أشارت سلطات كييف إلى مقتل ثلاثة عسكريين وجرح اثنين أمس. نزوح من دونيتسك وكان آلاف من الأوكرانيين غادروا مدينة دونيتسك، خشية هجوم «وشيك» قد تشنّه القوات الموالية لكييف، بعد غارات لسلاح الجوّ الأوكراني على مواقع الانفصاليين في دونيتسك ولوغانسك، اثر مقتل 30 جندياً أوكرانياً بهجوم صاروخي وعمليات عسكرية أخرى للمتمردين. وتوعّد بوروشينكو بالانتقام لكل جندي قُتل، بقتل «عشرات بل مئات» من الانفصاليين. واستدرك أنه يريد تفادي استخدام سلاح الجوّ والمدفعية الثقيلة لضرب أهداف في دونيتسك، تجنّباً لاستهداف المدنيين، ولكن آلافاً من العائلات في دونيتسك ولوغانسك فرّت من المدينة. وقال رئيس وزراء «جمهورية دونيتسك الشعبية» الانفصالية الكسندر بوروداي إن أكثر من 70 ألفاً من حوالى 900 ألف شخص، غادروا المدينة. وأعلن أندريه ليسينكو، الناطق باسم عملية مكافحة الإرهاب الأوكرانية، أن مقاتلات قصفت مركز المعارك ضد المتمردين قرب الحدود مع روسيا، ومواقع قرب دونيتسك لتدمير قاعدة حصينة للانفصاليين قرب دزيرزينسك. وأشار إلى أن «الطيارين الأوكرانيين قتلوا حوالى 500 (متمرد) وألحقوا أضراراً بناقلتين مدرعتين»، لافتاً إلى أن هجوماً جوياً سابقاً على قاعدة قرب بيريفالسك شمال دونيتسك، كان أسفر عن قتل حوالى 500 مسلح وتدمير دبابتين وعشر مركبات مدرعة. لكن الانفصاليين نفوا تكبدهم خسائر فادحة، معتبرين أن القوات الأوكرانية تستخدم معلومات قديمة في شأن أماكن انتشار وحدات المتمردين. وقالت ناطقة باسم الانفصاليين في لوغانسك: «لم يكن هناك متطوعون حيث نشط سلاح الجوّ الأوكراني».