كييف – أ ب، رويترز، أ ف ب – تبادلت كييف والانفصاليون المؤيدون لموسكو أمس، اتهامات في شأن مجزرة أوقعت كما تردد عشرات القتلى من المدنيين، بقصف صاروخي أصاب قافلة تنقل نازحين قرب مدينة لوغانسك في شرق أوكرانيا. (للمزيد) وأشار ناطقون عسكريون أوكرانيون إلى أن القافلة كانت تمرّ في منطقة تشهد معارك ضارية بين القوات الحكومية والانفصاليين، قرب منطقة خرياشتشوفاتي ونوفوسفيتليفكا. وقال أحدهم إن القافلة تعرّضت ل «هجوم عنيف أدى إلى احتراق أشخاص أحياء». وأشار الناطق العسكري الأوكراني أندري ليسينكو، إلى أن «المتمردين كانوا في انتظار القافلة ودمّروها بالكامل» مستخدمين «صواريخ غراد وقذائف هاون قدّمتها روسيا»، مرجحاً سقوط عشرات القتلى، «بينهم نساء وأطفال»، وتحدّث عن «جريمة دموية». لكن أندري بورغين، نائب رئيس وزراء «جمهورية دونيتسك»، نفى مسؤولية الانفصاليين عن تدمير القافلة، قائلاً: «لا نملك القدرة على إرسال صواريخ غراد إلى المنطقة، وإذا قُتل أحدهم فليس الأمر من مسؤوليتنا، بل (مسؤولية) الجيش الأوكراني». وأفادت وكالة «رويترز» بأن قيادة الانفصاليين تقيم محاكم عسكرية وتفرض عقوبات بالإعدام على جرائم، بينها الخيانة والتجسس والتخريب ومحاولات لاغتيال أعضاء القيادة. ونقل الموقع الإلكتروني للمتمردين عن فلاديمير أنتيونييف، وهو قائد انفصالي بارز، قوله إن «تطبيق عقوبة الإعدام ليس انتقاماً، بل هو أعلى درجة من الحماية الاجتماعية». في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «تسوية كل المسائل» المرتبطة بقافلة مساعدات «إنسانية» أرسلتها موسكو إلى شرق أوكرانيا. وأضاف بعد محادثات في برلين الأحد مع نظرائه في ألمانيا وفرنسا وأوكرانيا، أن هذه القضية «يجب أن توحّد أطراف المفاوضات في شأن الأزمة الأوكرانية». وتحدث عن «تقدّم على محاور في تسوية الأزمة»، على رغم فشل المجتمعين في التوصل إلى اتفاق في شأن «وقف النار والتسوية السياسية». وكرّر أن «أي وقف للنار يجب أن يكون بلا شروط، لكن زملاءنا الأوكرانيين يواصلون وضع شروط تزداد غموضاً، مثل ضمان أن تكون الحدود (الأوكرانية- الروسية) غير قابلة للاختراق». ودعا لافروف الحلف الأطلسي والدول الغربية إلى الامتناع عن تقديم مساعدات عسكرية إلى الحكومة الأوكرانية، معلناً دعم موسكو فكرة تزويد بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا طائرات بلا طيار لتعزيز مراقبتها الوضع على الحدود الأوكرانية- الروسية. وأشار إلى أهمية هذا الأمر، لافتاً إلى «تعرّض مواقع روسية أكثر من مرة لاعتداءات». وزاد: «مارست روسيا ضبط النفس، لكننا سنُضطر إلى الرد إذا وجدنا أن تلك الأعمال متعمدة». في المقابل، حض وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين روسيا على «إغلاق حدودها ووقف القصف»، وسأل: «إذا كان هناك مرتزقة وأسلحة يمرّون عبر الحدود من روسيا، كيف يمكن التوصل إلى وقف للنار؟». واعتبر أن الأمر «لا يتعلّق بمصطلحات أو شروط، بل بالجوهر، وإذا أراد المرء السلام، عليه استخدام وسائل سلمية، لا حربية».