أعلنت السلطات الأوكرانية أمس، أن قواتها استعادت مركزاً للشرطة من الانفصاليين الموالين لروسيا في معقلهم لوغانسك شرق البلاد. لكنها أقرّت بإسقاط المتمردين مقاتلة أوكرانية، متهمة موسكو بإدخال صواريخ إلى أراضيها وانتهاك مجالها الجوي. وقال الناطق العسكري أندري ليسنكو إن «القوات الأوكرانية سيطرت على مركز جوفتنيفي» في لوغانسك و»رفعت العلم الأوكراني فوقه»، بعد معارك في قطاع فاليكا فرغونكا. وأضاف أن «طابوراً عسكرياً يضم 3 منظومات اسلحة غراد، تسلّل من روسيا عبر قرية دياكوف الأوكرانية في اتجاه نيجني ناغولتشيك» التي تبعد 76 كيلومتراً إلى شمال لوغانسك. وتابع أن «الطائرات الروسية بلا طيار انتهكت 10 مرات المجال الجوي الأوكراني في خلال 24 ساعة». وكان ناطق باسم الجيش الأوكراني أعلن أن الانفصاليين أسقطوا مقاتلة أوكرانية من طراز «ميغ-29» في لوغانسك، مشيراً إلى أن الطيار قفز منها وعُثر عليه لاحقاً. تزامن ذلك مع مقتل 10 مدنيين على الأقل خلال معارك في دونيتسك، فيما أعلن الحرس الوطني الأوكراني اعتقال قائد ميداني لانفصاليّي لوغانسك و13 آخرين للاشتباه في ضلوعهم ب»نشاطات إرهابية». أتى ذلك بعد إعلان ألكسندر زخارتشينكو، رئيس «جمهورية دونيتسك» تسلّم الانفصاليين نحو 150 مركبة مدرعة بينها 30 دبابة، إضافة إلى 1200 مسلح تدرّبوا في روسيا، مشيراً إلى أنهم سيشنّون هجوماً مضاداً على القوات الحكومية. في المقابل، دعا وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي إلى تقديم دعم عسكري للقوات الأوكرانية، معتبراً أن الحلف يحتاج لتبني استراتيجية جديدة إزاء كييف. وذكّر بضم موسكو شبه جزيرة القرم ومساندتها انفصاليّي دونيتسك ولوغانسك، متسائلاً: «هذا سؤال صعب بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي: ما الذي يمكن أن يفعلاه إذا كانت دولة أوروبية تدق طبول الحرب في أوروبا»؟ وتابع: «إذا قالا لا يمكننا فعل كثير، فإن السؤال الذي يفرض نفسه هو: كيف يمكن إذن الاستمرار في اعتباركم شركاء مسؤولين»؟ وكان البيت الأبيض أعلن أن جوزف بايدن، نائب الرئيس الأميركي، والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو اتفقا في اتصال هاتفي على أن «إرسال روسيا أرتالاً عسكرية عبر الحدود إلى أوكرانيا واستمرار إرسال أسلحة متطورة للانفصاليين، لا يتماشى مع أي رغبة لتحسين الوضع الإنساني في شرق أوكرانيا». وجدد الجانبان «تأييدهما حلاً ديبلوماسياً للأزمة» كما ناشداً موسكو «دخول مفاوضات بنية طيبة». قافلة المساعدات في غضون ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن حرس الحدود الروسي والأوكراني ومسؤولي جمارك اتفقوا على متابعة عملية تفتيش أول دفعة من الشاحنات في قافلة مساعدات إنسانية روسية إلى سكان شرق أوكرانيا. ومقرر أن تتجه القافلة من روسيا إلى أوكرانيا تحت رعاية الصليب الأحمر الذي ذكر أنه ما زال في انتظار تلقي ضمانات أمنية من الأطراف المتحاربين في شرق أوكرانيا، قبل تحريك القافلة التي تضمّ 280 شاحنة تحمل ماء وأغذية وأدوية. أتى ذلك بعد إعلان الحكومة الأوكرانية أنها صنّفت القافلة الروسية على أنها مساعدات إنسانية، ما يعني السماح لها مبدئياً بعبور الحدود تحت رعاية الصليب الأحمر. وكانت موسكو سخرت من توجّس كييف من أن تكون القافلة «حصان طروادة» تهرّب روسيا عبره إمدادات عسكرية أو تتخذه ذريعة لتدخل عسكري في شرق أوكرانيا.