اطلع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي من وزير الخارجية عدنان منصور الذي زاره في السراي الكبيرة بعد ظهر امس، على «أجواء المذكرة التي يعدها بشأن الأحداث الأخيرة على الحدود اللبنانية - السورية»، وذلك كما أفاد المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة. واللقاء يأتي غداة طلب رئيس الجمهورية ميشال سليمان من منصور «تسليم السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي كتاب احتجاج إلى السلطات السورية على اجتياز قوات عسكرية سورية الحدود اللبنانية وتفجير منزل في منطقة مشاريع القاع وتكرار سقوط قذائف على قرى حدودية خصوصاً في الشمال». وكانت وسائل إعلامية لبنانية لفتت صباحاً إلى أن الوزير منصور «لم يعد حتى الساعة كتاب الاحتجاج للسلطات السورية». إلا أن النائب احمد فتفت الذي زار منصور يرافقه النائب طوني أبو خاطر باسم «قوى 14 آذار»، أوضح في تصريح بعد الزيارة أن الوفد تطرق إلى مسألة استدعاء السفير السوري، وأن الوزير منصور «وعدنا انه سيقدم المذكرة المطلوبة من قبل رئيس الجمهورية إلى السفير السوري». وأشار إلى أن موعد ذلك «أمر يعود إلى الوزير منصور». وبحث الوفد مع منصور «آلية اقتراع المغتربين في الخارج». وعن موقف سليمان من الخرق السوري للسيادة اللبنانية، قال فتفت: «الرئيس حريص جداً على السيادة اللبنانية ويقوم بدوره في هذا المجال. وهذا الحد الأدنى المطلوب. ونعتبر أن السفير السوري تجاوز الكثير من الحدود حتى انه بات يتصرف، ومن هذا المنبر، وكأنه القيم على الدولة اللبنانية وسياستها الخارجية. وسمح لنفسه بتوجيه انتقادات من على هذا المنبر لفخامة الرئيس وهذا أمر غير مقبول. لذلك نعتبر أن توجيه مذكرة هو الحد الأدنى المطلوب. واعتقد أن إرسال هذا السفير إلى دمشق قد يكون هو المطلوب. وإبعاد السفير السوري أصبح مطلباً شعبياً لكثيرين من اللبنانيين». وكان فتفت علق على «استغراب السفير علي احتجاج الرئيس سليمان على الخروق السورية للحدود اللبنانية» (حديث صحافي)، بالقول: «الرئيس سليمان فعل اقل ما يمكن فعله في هذه الظروف»، مشيراً إلى أن «هذا الاحتجاج كان يجب أن يوجه منذ زمن طويل، وأقل شيء ممكن أن نطالب به هو طرد السفير السوري من لبنان لأنه تجاوز كل الحدود الأخلاقية»، شاكراً «لفخامة الرئيس هذه المبادرة». ورأى أن «وزارة الخارجية مقصرة جداً بهذا الخصوص». ونوه عضو «جبهة النضال الوطني» النيابية أكرم شهيب في تصريح إلى الموقع الإلكتروني ل «الحزب التقدمي الاشتراكي» بطلب سليمان من منصور استدعاء السفير السوري وتسليمه كتاب احتجاج. وقال: «شكراً فخامة الرئيس، أعدت للدولة بعضاً من هيبتها التي فقدتها بنأي غير مقبول عن دور وطني وعن معاناة مواطنين تحملوا الكثير من اعتداءات نظام يتهاوى معادٍ لشعبه ولكل البشر، وتحملوا أكثر مرارة الصمت الرسمي اللبناني عن تلك الاعتداءات، ومرارة تبرير بعض من يفترض أنهم في موقع المسؤولية الاعتداءات المتكررة على السيادة وعلى شعب لبنان. شكراً فقد فرضت بكبر المسؤول صمتاً على من عودونا تبرير اعتداءات نظام الأسد فسارع سفيره في لبنان، بكل فجور، إلى الإعلان أن سورية هي الأولى بالاحتجاج لأن أراضيها تتعرض للاعتداءات. هكذا وبكل صفاقة يريدنا أن نصدق أن القاتل ضحية. ويريدنا منظم عمليات خطف الأخوة جاسم والمناضل شبلي العيسمي، أن نصدق أن نظام القتلة، الذي مارس ويمارس حرب إبادة في كل المناطق السورية التي انتفضت ضد القمع والظلم والظلام رافعة راية الحرية، هو نظام بريء ومعتدى عليه». وأمل بأن «تستكمل خطوة استدعاء سفير النظام المعادي لشعبه والمعادي للبنان وشعبه بسؤاله عن مصير الشرفاء المخطوفين سوريين ولبنانيين، وعن أسباب قتل الأبرياء من أهلنا في عرسال وعكار واستهداف الإعلاميين والمواطنين داخل الأراضي اللبنانية، وأن يستكمل الاحتجاج بطرد هذا السفير الذي يعرف القاصي والداني دوره في خطف الشرفاء وملاحقة المناضلين، ويعرف القاصي والداني عداءه وعداء نظامه للبنان واللبنانيين».