استدعى توغل الجيش السوري داخل الحدود اللبنانية في منطقة عرسال وتفجيره مصنعاً في البلدة اول من امس، مواقف سياسية منتقدة. واعتبر رئيس حزب الكتائب أمين الجميل ان «توغل الجيش السوري كيلومترات في منطقة عرسال وتعديه على الممتلكات وتفجيره مصنعاً في البلدة، امر خطير جداً»، معبراً عن خشيته من «ان يكون ما حصل منحى جديداً للجيش السوري في لبنان». وسأل: «لا ننسى أنه بموجب القرار 1559 وباتفاق الدولتين اللبنانية والسورية انسحب الجيش السوري، فما معنى العودة الى لبنان بهذا الشكل؟». ورأى الجميل ان «ما حصل خرق خطير للسيادة اللبنانية، ولن نطالب الحكومة باللجوء الى مجلس الأمن نظراً الى معطيات عدة، إنما مفروض ان تعطي الدولة اللبنانية موقفاً وتصارح الرأي العام اللبناني بما حصل وما الإجراءات التي اتخذتها؟ والمطلوب استدعاء السفير السوري وسؤاله عن مغزى هذا التصرف». واستهجن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بعد لقائه السفير الفرنسي دوني بييتون «اختراق بعض الآليات العسكرية السورية للحدود اللبنانية علماً ان الجيش اللبناني حافظ باستمرار على علاقات أكثر من جيدة مع الجيش السوري»، مشيراً الى ان «احترام سيادة لبنان والعلاقة القائمة بين الجيشين اللبناني والسوري تقتضيان أقله إبلاغ الجيش السوري نظيره اللبناني ليقوم هذا الأخير بواجباته في حال حصول أي خلل». وأضاف: «ما حصل يُظهر وكأن لبنان أرض سائبة ليسمح الأخوان في النظام السوري لأنفسهم بالدخول بآلياتهم العسكرية ومداهمة منزلين لبنانيين من دون معرفة السبب ومن دون أن تكون في حوزتهم مذكرات دهم»، واصفاً هذا العمل «بالعمل العسكري تماماً». ودعا الحكومة اللبنانية الى «ارسال احتجاج شديد اللهجة من خلال الخارجية اللبنانية الى السفارة السورية في لبنان تطلب فيه عدم تكرار مثل هذه الأحداث وإلا تكون الحكومة لا تقوم بواجباتها وغير معنية بأمن المواطنين اللبنانيين الذين يُلاحقون ويُطاردون بشكل أو بآخر كما شهدنا في منطقة وادي خالد». ورأى ان «على الجيش اللبناني اتخاذ احتياطاته واقامة نقاط تمركز في مناطق دخول الجيش السوري التي باتت معروفة»، سائلاً: «أين هم أصحاب الشعارات الرنانة شعب وجيش ومقاومة؟». وانتقد جعجع التهديدات التي تطاول مقار الأممالمتحدة في لبنان ولا سيما مقر الإسكوا، سائلاً: «لماذا لا تحصل تصفية الحسابات الاقليمية الا على ارض لبنان؟ والسؤال موجّه ليس فقط الى الحكومة بل الى فريق 8 آذار الذي ضاقت عينه بالاحتياطات الامنية المتخذة حول الإسكوا». آملاً بأن «تكشف الاجهزة الامنية المعنية مصدر هذه التهديدات وغايتها». وردّ جعجع على «من يطلب من الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي تمويل المحكمة من جيبهما» بالقول: «ان المحكمة الدولية لا تعني فقط آل ميقاتي أو سليمان أو الحريري أو تويني أو الجميّل ... بل هي مسألة تتعلق بنا جميعنا كلبنانيين اذ انها ستحقق العدالة لكلّ الشهداء الذين سقطوا في لبنان منذ 30 عاماً الى الآن ولو ان البعض يعتبر، وللأسف، انه غير معني بها، علماً انه في بعض المراحل كان فريق منه له علاقة مباشرة بها لا سيما ان لديه شهداء واوجاعاً والآماً ...». واذ وصف المحكمة الدولية بأنها أهم أداة للعدالة، استغرب «رفض البعض لهذه المحكمة فضلاً عن عدم رضاه على أحكام المحكمة العسكرية التي لا تعجبه أيضاً، فأي محكمة يرضى بها اذاً؟ فهل يُطالب بأن نبقى من دون قوانين حيث يأكل القوي حق الضعيف من دون محاسبة او كشف اي حقيقة؟»، وسأل: «هل يمكننا أن نجد أحداً ليس على خلاف مع العماد (النائب ميشال عون؟». وذكّر جعجع عون بأن «هناك بروتوكول تعاون بين لبنان والمحكمة الدولية، كما ان الحكومات الماضية التي كان مشاركاً بها موّلت المحكمة منذ عام». وعن عودة لقاءات بعض الشخصيات اللبنانية مع القيادات السورية، قال جعجع: «مع احترامي لهذه الشخصيات، كلنا يعي نسبة تمثيلها لذا لا يستحق الأمر التوقف عنده باعتبار انه مجرد ورقة تين يُحاول البعض اخفاء عورته». وأعلن النائب بطرس حرب رفضه «دخول القوات السورية العسكرية إلى الأراضي اللبنانية بحجة ملاحقة معارضين للنظام السوري». واعتبر «أن أي خرق للحدود اللبنانية، من أي دولة، يشكل اعتداء على سيادة لبنان ودولته، ويكفي لبنان وشعبه ما يتعرضان له من إعتداءات من العدو الإسرائيلي». ورأى ان «استباحة النظام السوري للأراضي اللبنانية، وخرق قواته للحدود اللبنانية يشكل إعتداء على سيادة لبنانً». ودعا الى «وضع حد لهذه الاعتداءات على سيادة لبنان، بأن تقوم الحكومة باستدعاء السفير السوري فوراً، وإبلاغه احتجاج لبنان على ما جرى وطلب عدم تكراره نهائياً، وذلك خوفاً من أن يؤدي التغاضي عن خروق كهذه إلى تكريس الأمر وتشجيع تكراره، وبالتالي إلى التنازل عن سيادتنا وأستقلالنا مجدداً». وذكر بأن «تغييب الحكومة لكلمة استقلال لبنان من بيانها الوزاري، والذي زعم رئيسها أنه غير مقصود، هو على المحك، وسكوت الحكومة عن الخروق سيؤكد صحة ما ذهبت إليه، بأنها تفرط باستقلال لبنان وتساوم عليه». وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال الجراح: «ننتظر توضيحاً من القوى الامنية لما حصل في عرسال»، مطالباً الحكومة اللبنانية بمخاطبة الحكومة السورية للاعتراض على ما حصل. واستغرب عضو كتلة «المستقبل» عاصم عراجي «الصمت الرسمي للخرق السوري»، وأعلن «أننا ندرس احتمال توجيه سؤال إلى الحكومة في هذا الخصوص لاستيضاح ما حصل في عرسال». على صعيد آخر ذكر بيان للوحدة الاعلامية في «حزب الله» ان نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم اتصل بالمفتي العام في سورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون معزياً بنجله سارية.