قالت مصادر في المعارضة السورية أمس إن السفير السوري لدى العراق نواف الفارس، انشقَّ احتجاجاً على حملة قوات الرئيس بشار الأسد على الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ 16 شهراً. وإذا تأكد النبأ، فسيكون السفير نواف الفارس المقرب من المؤسسة الأمنية، أولَ ديبلوماسي سوري رفيع ينشق. وينتمي الفارس الى دير الزور، التي شهدت حملة عسكرية شرسة من جانب قوات الأسد، وفيما نفت الخارجية العراقية علمها بالأنباء عن انشقاق السفير السوري، اتفقت الأحزاب الكردية المعارضة لنظام الأسد في أربيل على عدم الدخول في مواجهات داخلية مسلحة، فيما أكد تقرير دولي عن تراجع ملحوظ في أعداد النازحين السوريين إلى إقليم كردستان العراق. ونفى مسؤول رفيع في الخارجية العراقية في اتصال مع «الحياة» امس، علمه عن حقيقة التقارير الاعلامية التي افادت عن انشقاق السفير السوري في بغداد نواف الفارس. وقال المصدر: «حتى هذه اللحظة الفارس يمارس عمله الاعتيادي بمكتبه ولم نبلغ منه بمثل هكذا قرار أو من السفارة بموضوع مماثل». وكان عدد من وسائل الاعلام العربية تناقلت خبراً يفيد بانشقاق الفارس على نظام الأسد وتوجهه إلى اربيل منذ يومين. إلى ذلك، اعلن القيادي في «المجلس الوطني الكردي» في سورية حميد درويش، عقب اجتماع المجلس في أربيل في تصريح إلى «الحياة»، أن «المجتمعين توصلوا إلى نتائج إيجابية، وأبرزها تشكيل قيادة سياسية ولجنة الأطراف الخارجية للأحزاب، فضلاً عن الاتفاق على نبذ اللجوء إلى أي نوع من النزاع المسلح بين القوى الكردية». وأشار الى ان «هذه القوى المنضوية في المجلس اجتمعت برعاية رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني». وأضاف: «من المقرر أن تعلن نتائج الاتفاق النهائي في وقت لاحق». وكان رئيس الإقليم مسعود بارزاني التقى خلال الأيام القليلة الماضية بقياديين من المجلس الوطني الكردي السوري الذي تأسس في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ويضم 16 حزباً وحركة سياسية، و «الاتحاد الديموقراطي الكردستاني» الموالي لحزب العمال الكردستاني في تركيا، في محاولة للتوسط لحل الخلافات المتعلقة بالتعامل مع الثورة السورية، وحذر بارزاني الطرفين من أنه «سيتوقف عن تقديم الدعم، في حال استمرار الخلافات». وقالت الناشطة الكردية المعارضة روشن قاسم ل «الحياة»، إن «حزبي بارزاني والرئيس العراقي جلال طالباني يبذلان جهوداً في هذا السياق، لكن الأطراف لم تتوصل لحد الآن إلى حلول نهائية»، مشيرة الى وجود «محاولات مستمرة من قبل أطراف مستقلة في المعارضة لتقريب وجهات النظر». وأكدت ان «الخلافات تتركز على أمور جوهرية تتعلق بأهداف كل طرف بما يتعلق بالثورة والقضية الكردية في سورية، إذ إن كل طرف يسيطر على مناطق محددة، حتى أن اشتباكات وقعت أحياناً بينهما، وهناك اتهامات للجناح الموالي لحزب العمال بأنه يدعم النظام السوري، رغم نفي الأخير هذه الاتهامات، والذي يرفض من جانبه التدخل التركي في القضية، ويرى أن قرارات المجلس الوطني السوري تخضع لرغبات أنقرة». وعن آخر تطورات أوضاع اللاجئين السوريين، وغالبيتهم من الأكراد، في إقليم كردستان، ذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن حركة النزوح تشهد تراجعاً «ملحوظاً»، واشارت الى أنها «خلال الفترة الممتدة من 25 حزيران (يونيو) الماضي إلى الأول من تموز(يوليو) الجاري، سجلت 324 نازحاً، بالمقارنة مع 581 نازحاً في الأسبوع الذي سبق تلك الفترة». واضاف التقرير أن «نحو 15 أسرة و100 فرد من الوافدين السوريين يصلون أسبوعياً إلى إقليم كردستان، ووصل العدد الكلي المسجل حتى الآن الى 6483 شخصاً».