في إطار عودة ملف الخلافات العالقة بين إقليم كردستان والحكومة المركزية إلى واجهة الأحداث، حذر رئيس الإقليم مسعود بارزاني مجدداً من خطورة «تفرد» أطراف عراقية بالقرار، ومن مغبة عدم حل قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، فيما وصفت كتلة «التحالف الوطني» تصريحات بارزاني ب «المفاجئة» ودعت جميع الأطراف إلى الالتزام بأحكام القضاء. وقال بارزاني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس «المجلس الإسلامي الأعلى» عمار الحكيم في أربيل مساء السبت، إن «البعض في بغداد يعتقد أنه الحاكم ولا يعينه أحد في إصدار القرارات، وهذا أمر خطير جداً»، مشيراً إلى أن قضية الهاشمي «ليست مشكلتنا نحن في الإقليم كما يفضل البعض أن تكون، وإنما هي مشكلة عامة تخص العراق ككل، وإذا لم تحل بالشكل الأمثل فإنها ستخلف نتائج سيئة على المستويات كافة». وكان بارزاني أطلق تصريحات مماثلة قبل يومين في مؤتمر شبابي وجه فيه انتقادات لاذعة إلى أطراف في بغداد، وأعلن رفضه تسليم الهاشمي، في خطوة يرى مراقبون أنها مؤشر إلى تجاوز العلاقات بين أربيل وبغداد خطوط اللاعودة، بعد صدور تصريحات أكثر حدة من الطرف المقابل، وسط توقعات بأن يتجه الأكراد إلى التحالف مع الأطراف السنية، عقب سنوات من عقدهم تحالفاً استراتيجياً مع الشيعة، لم يتمكن الطرفان خلالها من حل خلافاتهما وأبرزها ملف النفط. في المقابل قال «التحالف الوطني» في بيان صدر عقب اجتماع جرى بحضور رئيس الوزراء نوري المالكي إنه «فوجئ» بتصريحات بارزاني، وأكد حرصه على «العلاقة الاستراتيجية التي تجمعه بالتحالف الكردستاني وسائر القوى الوطنية الكردية عامة»، داعياً إلى «الالتزام بقوانين السلطة القضائية». لكن تصريحات أكثر حدة جاء على لسان ياسين مجيد، أحد المقربين من المالكي، خلال مؤتمر صحافي في البرلمان اتهم فيها حزب بارزاني «بالسماح للجيش العراقي السابق وأجهزة المخابرات الصدامية بالدخول إلى أربيل عام 1996 واعتقال المئات من كوادر الاتحاد الوطني الكردستاني والمؤتمر الوطني العراقي»، مشيراً إلى أن «قضية الهاشمي تحولت إلى أداة سياسية لبعض القوى». كما اتهم بارزاني بأنه «يسعى من خلال القضية إلى توجيه رسالة بأنه حامي العرب السنة ضد الشيعة». وشهدت علاقات الأكراد مع القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي أخيراً تحسناً ملحوظاً بعد الزيارات المتكررة ولقاءات علاوي مع القيادات الكردية، كان آخرها لقاؤه ووفد رفيع من العراقية ببارزاني في 13 آذار (مارس) الجاري، اتفقا فيه على عقد المؤتمر الوطني العراقي قبل انعقاد القمة العربية في بغداد، وسط تلميحات من قبل أوساط في العراقية إلى أن «البشرى» التي وعد بارزاني بإعلانها في أعياد نوروز ستكون تشكيل تحالف استراتيجي مع السنة.