بعد قرار وزير التربية اللبناني إلياس بو صعب إعطاء إفادات إلى كل من يحمل طلب ترشيح للامتحانات الرسمية، شرع بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في التهكّم على هذا القرار، وصولاً إلى الانتقاد اللاذع. ويشهد لبنان، منذ ليست بالقصيرة، حالة من الحملات المطلبية التي تنفذها هيئة التنسيق النقابية بهدف تحصيل حقوقها المتمثلة بإقرار سلسلة الرتب والرواتب. ولجأت الهيئة إلى خيارات عدة في تصعيدها أمام السلطات المعنية، منها مقاطعة تصحيح الامتحانات الرسمية. ولجأ مستخدمو شبكات التواصل إلى الإفصاح عن مختلجاتهم على صفحاتهم الخاصة. وقال أحدهم إنها المرة الأولى التي تستطيع فيها المدارس الإعلان عن مستواها التعليمي الرفيع، من خلال تحقيق نسبة نجاح مائة في المائة. واعتبر مستخدم آخر أن هيئة التنسيق انتصرت في حملتها على "النظام الفاسد، والطبقة السياسية التي منعت إقرار السلسلة، وكان لها الشرف في خوض هذه المعركة". من جهة أخرى، لم يخفّ الحزن والتململ من هذا القرار، وبخاصة من بين الطلاب المتفوقين الذين اعتبروا أن هذه الفرحة لم تُكلل بالنجاح الحقيقي. وأشاروا إلى أن الطالب الذي نجح بفضل وضع سياسي طارئ، لا يُقارن بالطالب الذي تعب ودرس للحصول على هذه الشهادة. وانتقد أحد المستخدمين القرار قائلاً إن "الإفادات تعني النجاح للراسبين". أما تويتر فقد عجّ بالانتقادات الساخرة على القرار، فغرّد أحدهم "سيندم تلاميذ السنة المقبلة إذا لم يكن بو صعب وزيراً التربية"، في إشارة إلى قراره إعطاء الإفادات. وغرّد آخر: "أعطي إفاداتك لا ترحم / فقرارك في الساحة تكلم"، في إشارة إلى أغنية تؤديها المطربة جوليا بطرس، زوجة الوزير بو صعب، "أطلق نيرانك لا ترحم"، وهي أغنية وطنية. وفي تغريدة أخرى، اعتبر أحد المستخدمين أن قرار الوزارة وفّر "الكثير من الشتائم"، التي ترافق عادة الابتهاج بالنجاح، عبر إطلاق النار والمفرقعات. يُشار إلى أن إطلاق النار في الهواء أصبح من العادات اليومية للمواطن اللبناني عند أي مناسبة، سواء أكانت سعيدة أم حزينة. وقال أحد المستخدمين تعبيراً عن غضبه من قرار الإفادات: "أصبح الحصان بنفس سعر الحمار". وأشار مستخدم آخر إلى أنه "فقط في لبنان، الراسب هو من يفرح بهذا القرار، بينما من درس وثابر هو من سيحزن". وعبّرت طالبة عن حيرتها إذ كتبت: "نبكي أو نضحك؟ مبروك سلفاً للراسبين، أقصد للناجحين وأنا من ضمنهم".