نشر تنظيم «الدولة الإسلامية» خريطة لانتشار قواته في محافظة نينوى، وفجر حسينية في جلولاء وقتل المؤذن، فيما واصلت القوات العراقية هجماتها على التنظيم في الفلوجة والحويجة ومناطق على حدود محافظة أربيل. إلى ذلك، نفى مصدر أمني في محافظة ديالى سيطرة «الدولة الإسلامية» على ناحية قره تبه التابعة لقضاء خانقين، فيما فرض مسلحوه إجراءات مشددة في أحياء جلولاء (60 كم شمال شرقي مدينة بعقوبة) بعد مطالبة منشورات ألقتها الطائرات الحربية السكان بالرحيل لتجنب تعرضهم للقصف الجوي والبري. وأوضح مصدر أمني في ديالى ل «الحياة»، أن «الاستعدادات الخاصة باقتحام البلدة التي يقطنها أكراد شيعة انتهت، وأن المعلومات الأمنية تشير الى قيام المسلحين بمنع الأهالي من الخروج وهاجموا قرية سيد أحمد شمال الناحية، وأعدموا خمسة مواطنين رمياً بالرصاص، قبل إضرام النار بالمنازل، بعد سلب ونهب ممتلكات سكانها، كما نسفوا حسينية بالمتفجرات وأعدموا مؤذنها، في وقت نهب آخرون مصرفاً». وأضاف أن «المعلومات الاستخباراتية أكدت أن نسف الحسينية وإعدام مؤذنها ومحاولة تفخيخ حسينيات الناحية تعتبر ردة فعل على مقتل قائد ما يسمى بالانغماسيين المدعو أبو بشير السعودي في ضربات جوية نفذها الطيران الحربي في ناحية العظيم». ويعرف الانغماسي أو الاستشهادي كمصطلح جديد، عرف في الهجمات الانتحارية التي ينفذها عناصر يتم اختيارهم وفق نظام القرعة. ويصاحب الانغماسي الانتحاري في المهمة ويزود أسلحة خفيفة، وعادة ما يكون مقاتلاً متمرساً ويرتدي حزاماً ناسفاً ويقاتل حتى نفاد ذخيرته ثم يفجر نفسه إذا أوجب الأمر في حين يوجه الانتحاري إلى المهمة ليفجر سيارة مفخخة أو حزاماً ناسفاً يرتديه من دون أي مواجهة. من جانب آخر، حشدت القوات الأمنية المئات من منتسبيها والمتطوعين لشن حملة عسكرية لتحرير منطقة نجانة والمناطق الحدودية بين ديالى ومحافظات كركوك وصلاح الدين. ونفى رئيس مجلس المحافظة فرات التميمي في تصريح إلى «الحياة» سيطرة داعش على ناحية قره تبه، وأكد أن منتسبي الجيش والمتطوعون (الحشد الشعبي ) يفرضون سيطرتهم على الناحية بالتنسيق مع البيشمركة . ويسيطر مسلحو «داعش» على ناحيتين مهمتين في محافظة ديالى، هما جلولاء والسعدية، إحدى توابع قضاء خانقين ذات الغالبية الكردية الشيعية منذ شهرين، وأقاموا حكومة إسلامية فرضت على السكان تعاليم صارمة منعت بموجبها كل مظاهر التحضر الاجتماعي والعلمي كما نسفوا الحسينيات والقبور باعتبارهما مخالفات شرعية كما أغلقوا المقاهي ومنعوا التدخين وخروج المرأة من دون نقاب وأجبروا أصحاب محلات الحلاقة على إغلاقها وطالبوا الشباب بالانتماء الى التنظيم ومعاقبة كل أسرة ترفض الإبلاغ عن عدد النساء غير المتزوجات لديها. إلى ذلك، أعلنت مصادر عسكرية في محافظة ديالى، قتل عشرات المسلحين في هجمات شنها الطيران الحربي على معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في ناحية العظيم التابعة إلى ديالى. وأكد مسؤول عسكري ل «الحياة» أن «أكثر من 50 مسلحاً قضوا في قصف نفذته الطائرات الحربية في بلدة العظيم (شمال شرق مدينة بعقوبة) ومنطقة نجانة التابعة لمحافظة صلاح الدين، إضافة الى تدمير 5 عجلات تحمل رشاشات أحادية، في حين قتل وجرح 11 من منتسبي القوات الأمنية بانفجار عبوات مزروعة في الطرق الترابية التي تربط قرى العظيم، كان المسلحون زرعوها ضمن استراتيجية منع قوات الجيش التقدم إلى معاقلهم داخل الأحياء والمدن». وفي الفلوجة (غرب بغداد) أعلن المستشفى التعليمي أمس، أن عشرة مدنيين قتلوا نصفهم أطفال ونساء، وأصيب تسعة في قصف عشوائي على مناطق مختلفة. وفي بابل، أفاد مصدر أمني في قيادة العمليات، بأن 32 عنصراً من «داعش» قتلوا في عملية أمنية. وأوضح أن «قيادة العمليات، بدعم وإسناد من القوة الجوية وطيران الجيش والمتطوعين، شنت ظهر امس، عملية نوعية في مناطق العبد ويس والفاضلية والفارسية والرويعية التابعة لناحية جرف الصخر». الى ذلك، نشر تنظيم «الدولة الإسلامية» عبر موقعه في «تويتر» خريطة قال إنها لنطاق انتشار مقاتليه في محافظة نينوى، وتضم عشرات القرى والبلدات التي اكد سيطرته عليها، فيما أشار إلى أن بلدات على حدود محافظة أربيل (عاصمة إقليم كردستان)، مثل تلكيف وبعشيقة، تشهد اشتباكات. وأعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي أمس، أن القوة الجوية «نفذت غارات جديدة مساء الخميس استهدفت أهداف لداعش قرب أربيل». وأوضح البيان أن «غارتين جويتين تم تنفيذهما استهدفتا عربتين مدرعتين وأخرى مضادة للألغام تابعة للتنظيم قرب أربيل».