ما أصعب تلك اللحظات المؤلمة التي تقع كالصاعقة علينا - نحن الشعب السعودي - عند سماعنا خبر وفاة علم من أعلام بلدنا، إنه ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، الأمير نايف بن عبدالعزيز، الذي وافته المنية في مدينة جنيف بسويسرا، فالكلام لا يستطيع أن يعبر عن آلامنا في مصابنا الذي رحل عن الدنيا فجأة، تاركاً ألماً يعتصر قلوبنا حزناً على وفاته. إن سجل فقيد الأمة حافل بالإنجازات الوطنية البارزة، على خريطة الوطن كافة، خلال العقود الثلاثة الماضية. لقد جسد الراحل نموذجاً للقيادة، والمسؤولية، برؤية وطنية ثاقبة، ومنجز وطني بارز، إذ كانت له اليد الطولى في قيادة برامج الإصلاح الإداري، ومكافحة الإرهاب، ورعاية السنة النبوية، وقيام جامعة نايف للعلوم الأمنية، ودعم كراسي البحث العلمي المتخصصة. إننا إذ نعبر عن جليل مصابنا، مسؤولين وموظفين، في شركة المياه الوطنية لنستذكر شيم وسجايا هذا القائد، الذي قدم لوطنه الكثير من المنجزات، متفاعلاً مع قضايا أمته، فقد عرفنا حلمه اللامحدود، ودعمه لأهل العلم، ومساعدة المحتاجين على نفقته الخاصة، كما نستذكر له حنكته في معالجة الأمور الجسام بنظرة فذة تتلمس حاجات مواطنيه برحابة صدر مشهود بها. لقد كان، رحمه الله، منهلاً للسجايا التي قلما تجتمع في رجل بحجمه، عضداً لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، معيناً لإخوانه الأمراء، ملهماً في العمل، مقدماً أمن وطنه على راحته الشخصية، قدوة لأبنائه العاملين في وزارة الداخلية، كما عرف عنه من خصال خير وضعته في مكانة عظيمة في قلب مواطنيه. إن الوطن، كما التاريخ، يستذكر جليل عمله، فقد ترك أثراً وإرثاً عظيمين من الجهد سيسطره التاريخ بمداد من الوفاء، فالفاجعة لا يُهوِّن مصائبها إلا مآثره، رحمه الله تعالى، فله ما أعطى، ولله ما أخذ، ولا نقول إلا كما علمنا رسولنا الكريم «صلى الله عليه وسلم» في مصائبنا «إنا لله وإنا إليه راجعون». * الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية. [email protected]