عاودت قوات الأمن اليمنية امس الأحد انتشارها في مدينتي زنجبار عاصمة محافظة أبين (جنوب اليمن)، ومدينة جعار ثاني أكبر مدن المحافظة، بعد انسحاب أجهزة الأمن منها بشكل مفاجئ، ما مهد لمسلحي تنظيم «القاعدة» السيطرة على المدينتين، وإعلان إمارة «وقار» الإسلامية في مدينة جعار، قبل أن ينسحب منهما في 12 الشهر الجاري تحت ضغط الهجوم العنيف الذي شنته القوات الحكومية. وأكدت مصادر أمنية ومحلية في محافظة أبين ل»الحياة» ان قوات الأمن أصبحت متواجدة حالياً في مقراتها السابقة، مثل إدارة الأمن العام ومقرات شرطة النجدة والبحث الجنائي ومقر جهاز الاستخبارات في مدينة زنجبار، في حين شوهدت قوات الأمن تنتشر في أغلب الشوارع والمناطق في مدينتي زنجبار وجعار. وقالت المصادر إن خبراء وفنيي المتفجرات والألغام في وحدات الجيش تمكنوا من نزع وتفكيك المئات من الألغام التي زرعها عناصر «القاعدة» في شوارع زنجبار. من جانب آخر، أكدت مصادر قريبة الى «القاعدة» ان التنظيم بدأ من السبت الانسحاب من مدينة عزان في محافظة شبوة (جنوب شرقي اليمن)، بناء على اتفاق مع عدد من قبائل المنطقة. وقالت المصادر إن الاتفاق يقضي»بتسليم المدينة لعدد من القبائل التي ستقوم بدورها بتشكيل لجان شعبية لتسلم المدينة وإدارتها». وأشارت المصادر إلى إن الانسحاب من المدينة سيستمر ثلاثة أيام تنتهي. وقال شهود عيان إنهم شاهدوا مجاميع من المسلحين المتشددين وهم يغادرون المدينة على متن شاحنات وسيارات، مشيرين إلى أن هؤلاء المسلحين، كانوا يحملون معهم كميات كبيرة من العتاد العسكري والأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة التي استولوا عليها من معسكرات الجيش اليمني في محافظة أبين، وانهم انسحبوا نحو جبال الكور الواقعة بين محافظتي شبوة وأبين، او نحو محافظة حضرموت (شرق اليمن). في حين اتجه آخرون شمالاً في اتجاه محافظة مأرب (شمال شرقي اليمن). وكانت القوات اليمنية نجحت في استعادة السيطرة على مدن زنجبار وجعار وشقرة، ودحر مسلحي «القاعدة» منما، بعد شهر على انطلاق حملة عسكرية كبيرة بمشاركة 25 ألف جندي. وتقول مصادر متعددة إن أكثر إن أكثر من 420 مسلحاً «القاعدة» قتلوا في المواجهات، في حين بلغت خسائر الجيش اليمني قرابة 80 جندياً وضابطاً، ونحو 60 مدنياً ومسلحاً من عناصر «اللجان الشعبية».