وفاة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود    تخريج الدفعة (105) من طلبة كلية الملك فيصل الجوية    45 وزيراً و5,000 مشارك و200 متحدث من 100 دولة في مؤتمر سوق العمل    الخميس المقبل موعد انتهاء مدة تسجيل العقارات في السجل العقاري ل 17 حيًا بالرياض والدرعية    تحت رعاية خادم الحرمين.. الرياض تستضيف غدًا النسخة الثانية من المؤتمر الدولي لسوق العمل    طفلة سعودية تبحث عن «غينيس» كأصغر مؤلفة قصص    شتاء الزعيم «صدارة»    «غليان» في الهلال والاتحاد    الهلال ينهي عقد نيمار بعد سبع مباريات في 18 شهراً    في طواف العُلا 2025.. تيم ميرليه يحصد أفضلية المرحلة الأولى    ابن فرحان وهاكان فيدان يناقشان المستجدات الدولية    الجبلين يكسب أحد وأبها يتغلب على العربي    مجلس الوزراء يوافق على ضوابط شراء واستئجار الجهات الحكومية للمركبات    "التدريب التقني" يحصد أكثر من 50 جائزة في منافسات دولية خلال عام 2024    رعى مذكرات تعاون لنشر الاعتدال.. أمير الشرقية يفتتح مباني لهيئة الأمر بالمعروف    «الغذاء والدواء» تحذر من منتج روست لحم بقري    طريقة عمل مهلبية بالتمر والهيل    طريقة عمل شوربة الشعيرية بالطماطم    العدالة يتعادل إيجابياً مع الفيصلي في دوري يلو    رمزية المطايا والطائرات    أهمية بيانات التأمينات !    فلكيا: الجمعة 31 يناير غرة شهر شعبان    70% نسبة التقاعد المبكر بين الإناث    سير ذاتية لنساء مجنونات    «الغرس الثقافي» للصورة الإعلامية!    الاستثمارات العامة يطرح سندات بقيمة 15 مليار ريال    بحثاً عن القوة المستدامة    الأكثرية السورية بحاجة لجبر الخواطر    العثرة الأولى للرئيس ترمب    زيارة روسية تاريخية إلى دمشق    «الأدب والنشر والترجمة » تنظم «الجسر الثقافي الممتد من الصحراء إلى النيل»    أكثر من 25 جامعة تتنافس في مختبر التاريخ الوطني    الرئيس الأميركي يلغي "أيديولوجيا التحوّل الجنسي" من الجيش    كييف: محاولات روسية للسيطرة على جزر دنيبرو    «الأونروا» تستعد لوقف عملياتها بالقدس بعد الحظر الإسرائيلي    ترمب: DeepSeek بمثابة إنذار للولايات المتحدة    أمير الرياض يطّلع على جهود "إنسان"    حرس الحدود بجازان يحبط تهريب 16.3 كيلوجرامًا من مادة الحشيش المخدر    مساعد وزير الصحة يفتتح ملتقى نموذج الرعاية الصحية    اليوسف : ديوان المظالم يشهد نقلة نوعية نحو الحوكمة والتحول الرقمي    حرم عبدالعزيز بن مشيط إلى رحمة الله    الشيخ جبريل البصيلي يستقبل الطلاب الدوليين في جامعة الملك خالد    البكر: «درب الهجرة النبوية» يحافظ على تراث المملكة الإسلامي    محمد بن فهد.. بصمات خالدة في تاريخ الشرقية    7 مليارات ريال حجم استثمارات القطاع الخاص في عسير    الهلال الأحمر يعزز التعاون مع التعليم لتطوير مهارات الإسعافات الأولية    أمير جازان يدشن المكتب التنسيقي لجمعية "كبدك" بالمنطقة    مبادرة «اللُحمة الوطنية دين ومسؤولية» بمحافظة الحرث    ارتفاع مقاعد البورد السعودي بأكثر من 1500 مقعد وأكثر من 5 الآف خريج    البدء بإلغاء إشارة تقاطع طريق جسر الأمير نايف مع تقاطعه بطريق الملك عبد العزيز بالدمام    مفوض الإفتاء بمنطقة جازان" المرأة مساهمة حقيقية في تعزيز الهوية الوطنية وترابط المجتمع    الأمير سعود بن نهار يطلق بطولة كأس الطائف للصقور للعام 2025    أمير المدينة يرعى حفل إطلاق مشروع درب الهجرة النبوية وتجربة "على خطاه"    أجمل رحلات العمر    السلوكيات الخاطئة    المخيم الملكي والصورة الأجمل    إطلاق المرحلة الثانية لتوثيق مواقع التراث المغمور بالمياه    المشهد القادم أكثر لطفا !..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العمليات العسكرية من الجو والبحر كانت عنيفة ولم تسمح للقاعدة بالبقاء والمغامرة بالانتحار
نشر في الشرق يوم 14 - 06 - 2012

اختفت عناصر تنظيم القاعدة وتركوا خلفهم «إمارة جعار» التي كانت عاصمتهم الإدارية واتجهوا إلى مناطق أخرى من محافظات الشرق والجنوب في اليمن. بعد ساعات فقط من مواجهات شرسة بين التنظيم وقوات الجيش اليمني في المحور الغربي. ولم يعد في جعار غير جنود وآليات عسكرية تسير بحذر شديد تمشط الشوارع والأزقة خوفاً من كمائن نصبها التنظيم في المدينة التي بدت خاوية إلا من انفجارات قذائف أطلقها الجيش اليمني والطائرات الأمريكية خلال أيام المواجهات الأخيرة ولم تنفجر، إضافة إلى ألغام انفجرت وراح ضحيتها في اليوم الأول بعد التحرير سبعة أشخاص وإصابة آخرين بينهم قائد عسكري كبير هو رئيس عمليات اللواء 119 مشاة العقيد الحمزة علي المحوري الذي أصيب أمس جراء انفجار لغم أرضي في جعار وتم نقله إلى مستشفى «باصهيب» في عدن وهو في حالة خطرة.
ويعدّ المحوري أحد القادة العسكريين الذين شاركوا بفاعلية في هذه الحرب ضد عناصر القاعدة، وهو من أهالي أبين وينتمي إلى قبيلة الرئيس عبدربه منصور هادي.
ويتوقع أفراد الجيش وقادة الألوية الذين دخلوا زنجبار وجعار أن يقوم تنظيم القاعدة بهجمات في مناطق أخرى، كون عملية انسحابهم قبل وصول الجيش إليهم مثلت لغزاً عصياً على التفكيك حسب أحاديثهم ل»الشرق». ويقول قائد اللواء 39 مدرع أن النصر على القاعدة جاء بفضل استبسال الجبهة الغربية التي يقود الحرب فيها اثنان من أبرز القادة في الجيش اليمني وهم فيصل رجب ومحمود الصبيحي، وجميعهم من الجنوب وسبق أن شاركوا في حروب صعدة وكانت ألويتهم الوحيدة التي سجلت انتصارات على الحوثيين.
وتخلو مدن زنجبار وجعار والكود وباجدار اللتان كانتا مسرحاً لعمليات عسكرية استمرت أكثر من عام من أي وجود للسكان باستثناء وجود بسيط لأهالٍ في الضواحي البعيدة لجعار.
صفقة أم انتصار حقيقي
وتحدث خبير عسكري ل»الشرق» عن احتمال وجود صفقة بين القاعدة والسلطات الحكومية أفضت إلى خروج التنظيم من أبين مقابل عدم اقتحام عسكري لمعاقل التنظيم.
وقال الخبير العسكري إن العمليات العسكرية التي أدارها ونسقها وشارك فيها الأمريكان من الجو والبحر كانت عنيفة جداً يوم الإثنين الماضي، ما دفع القاعدة إلى البحث عن خيارات بديلة تسمح لها بالبقاء وعدم المغامرة والانتحار بالبقاء في جعار وزنجبار، ومن هذه الخيارات قد تكون الساعات الأخيرة من ليل الإثنين شهدت صفقة لأن العمليات العسكرية توقفت ليلاً بالكامل، ليستيقظ الجنود على أوامر اقتحام جعار التي وصلوها وهي خاوية من المقاتلين والسكان.
وما يعزز فرضية وجود صفقة هو الهجوم الأمريكي العنيف على منطقة عزان في شبوة صباح أمس، حيث تم رصد أعداد كبيرة من عناصر التنظيم في مداخل عزان لينفذ الطيران الأمريكي طلعات كثيرة ضد أهداف محتملة للتنظيم، ما يؤكد أن عناصر التنظيم خرجوا من أبين باتجاه عزان شبوة، وعملية الخروج إذا لم تكن مرتبة لن تتم بسهولة. وأكد الخبير العسكري أن الصفقة قد تكون نظرت إلى الخسائر الكبيرة التي قد تلحق بمدينتي جعار وزنجبار جراء الاقتحام العسكري.
ولم يستبعد الخبير أن تكون عناصر القاعدة غادروا أبين قبل إغلاقها من قِبل الجيش في حال لم تكن هناك صفقة.
من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع إن أكثر من 300 من مسلحي القاعدة بينهم أجانب محاصرون في مدينة شقرة بعد أن قطعت قوات اللواء 123 كل الطرق التي تقودهم إلى محافظة شبوة.
الطيران الأمريكي يمطر شبوة بالصواريخ
دشنت الطائرات الأمريكية في وقت مبكر من صباح أمس المرحلة الثانية من الحرب على القاعدة في محافظة شبوة، حيث توجد إمارة للقاعدة في عزان، حيث أمطرت طائرات أمريكية بلا طيار إمارة عزان في شبوة بعدد كبير من الصواريخ على أهداف متحركة وثابتة لعناصر القاعدة. وتحدثت المصادر المحلية عن مقتل عشرين من عناصر التنظيم، غير أن التنظيم نفى وقوع أي قتلى في صفوفه حسب قيادي في التنظيم اتصلت به «الشرق». وقال القيادي إن طائرات أمريكية بدون طيار بدأت في الساعة 6:45 صباح أمس بشنّ غارات على مناطق متفرقة من عزان بفارق زمني يقارب عشر دقائق بين كل غارة وأخرى وبمعدل صاروخين في كل غارة.
وتعد محافظة شبوة المعقل الرئيسي للقاعدة بعد أبين التي غادرها التنظيم، ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تحركات عسكرية في شبوة ضد القاعدة.
وبعد أن ظلت القاعدة ووجودها في أبين وسيطرتها على مدن أبين لغزاً محيراً لكثير من اليمنيين الذين اتهموا النظام السابق بزعامة علي صالح بتسهيل مهمتها، شكّل أيضاً خروجها من أبين لغزاً آخر ربما تكشف الأيام المقبلة ملابساته. وكان تنظيم القاعدة أسقط قبل عام ويزيد مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين ليعلن التنظيم ولادة دولة القاعدة في اليمن على مساحة واسعة امتدت خلال عام كامل من أبين إلى حضرموت مروراً بشبوة ومناطق في الغرب باتجاه محافظة لحج، إضافة إلى سلسلة جبلية واسعة الامتداد يتخذ منها التنظيم ملاذاً للهروب من قصف الطيران الأمريكي وملاحقة أجهزة الاستخبارات العالمية التي تنشط في اليمن ضد التنظيم. وسقطت جعار بعد زنجبار وتحولت إلى مركز إداري للقاعدة، وسقطت أيضاً مدينة عزان في محافظة شبوة المجاورة وأصبحت إمارة للقاعدة في الشرق يدير منها التنظيم تحركاته في المحور الشرقي المجاور لمحافظة مأرب، التي كانت المهد الأول للتنظيم في اليمن، حيث مثلت الحاضن القبلي والاجتماعي الذي أوى إليه عناصر تنظيم القاعدة الملاحقون من أجهزة الأمن اليمنية والطيران الأمريكي خلال الأعوام 2006 – 2010م.
نازحون ينتظرون العودة إلى ديارهم
قوبل نبأ خروج القاعدة من محافظة أبين بارتياح شعبي واسع بعد أن كانت أخبار القاعدة ومجازرها تؤرق اليمنيين، خصوصاً أن التنظيم نفذ ثلاث عمليات فقط راح ضحيتها نحو ألف عسكري بين قتيل وجريح.
وأغلقت السلطات طريق عدن أبين وكل الطرق الداخلة والخارجة إلى أبين منذ عشرة أيام، ولا أحد يستطيع الدخول إلى أبين إلا بمرافقة ضابط أو قائد عسكري حتى بعد خروج القاعدة منها. وينتظر أكثر من 150 ألف نازح غادروا زنجبار العام الماضي إلى عدن ومناطق أخرى موعد رجوعهم إلى منازلهم، إضافة إلى أعداد كبيرة نزحت من جعار وشقرة ولودر بسبب المواجهات، حيث تواجه حكومة باسندوة والرئيس هادي مهامَّ كبيرة وإرثاً ثقيلاً بسبب الدمار الذي لحق بمحافظة أبين التي ينتمي إليها الرئيس هادي.
«الشرق» كانت انفردت بنشر خطة الحرب على القاعدة التي وضعتها واشنطن قبل أكثر من ثلاثة أشهر، وأثبتت العمليات العسكرية التي دارت في أبين أن الخطة تم تنفيذها دون أي تغيير في محتواها.
لحظة انفجار لغم أرضي في جعار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.