تكاد قناة «الميادين» الوليدة في فضاء البث العربي، ألا تترك سقطة في مجال العمل المهني والاحترافي، إلا وتقترفها! إنه أمر يدعو للغرابة حقاً، بخاصة أنه بعد نحو عقدين من انطلاق البث الفضائي العربي، ثمة طائفة من البديهيات والأساسيات في العمل التلفزيوني، تمّ التوافق عليها، والاشتغال على هداها، مع العمل على تطويرها، طبعاً، سواء كان استلهاماً من التجربة العالمية، أم مراكمة للخبرات العربية. سلسلة من سقطات «الميادين» تتوالى، خلال أيام معدودة، يمكن الانتباه إليها، والسؤال بصدد تسرّبها إلى الشاشة، بطريقة لا يمكن تفسيرها، إذ إنها لم تعد حكراً على «النخبة» المتخصصة في العمل التلفزيوني، بل باتت للمشاهد العادي، الذي يمضي نصف عمره، على الأقل، أمام الشاشة، القدرة على معرفتها وملاحظتها. يبدأ الأمر من تصميم اللوغو، الذي يقوم على كسر سلاسة الأحرف، و «جعلكتها»، بالشكل الذي يصعب معه قراءة الاسم. وهذا واحد من المبادئ البدهية، إذ ينبغي أن يكون اللوغو مقروءاً بوضوح، من دون لبس او معاناة! يزيد من السقطة أن شكل اللوغو يوحي بالشعلة الأولمبية، في حين أن المخيلة المُحلّقة أبعد من ذلك، ستذهب به إلى حدود قوقعة الحلزون! وللغرابة، يتم اعتماد اللوغو المتحرك الذي يحصل أن يختفي، ثم يعود للظهور، على رغم أنه عنوان القناة، وأساس هويتها، وليس اسم برنامج! كما تكتب القناة اسم موقعها الإلكتروني أسفل اللوغو، في شكل دائم المرافقة للوغو. وهذا أمر مستهجن، بخاصة أن زيارة سريعة للموقع الإلكتروني للقناة، تبين أن النسخة الكاملة، الاحترافية، من الموقع غير جاهزة بعد! على صعيد آخر، يتغيّر شكل الخط وحجمه، وما بين برنامج وآخر. لوحظ ذلك، في الشريط الإخباري على الأقل، كما لوحظ استعمال الأقواس الأجنبية في تنصيص اسم القناة! ومن ثم جرى استعمال علامات التنصيص هذه، في شكل فوضوي من دون منهج واضح! وعند استخدام النافذتين، يُعتمد اسم القناة مكاناً للاستوديو، فيما المفترض أن يشار إلى المكان بوضوح، على الأقل لأن القائمين على القناة، يعرفون أن ثمة مدينة في سورية، اسمها «الميادين»! وليس ثمة من مبرر لعدم القول إن الأستوديو في بيروت أو دمشق أو طهران، وبالتالي التواري خلف اسم «الميادين»، يشكل مكاناً للأستوديو. وفي أكثر من برنامج، تتكرر لقطات نظرة المذيع خارجاً، كما يجري تعديل وضعية الكاميرا خلال التصوير، بتحريكها يميناً، أو يساراً، وتظهر مشكلات في ال «هيدروم»، إلى درجة أن تلامس قمة رأس الضيف الحافةَ العلوية للكادر، وتبدو الإضاءة غامرة أحياناً، إلى درجة الالتماع على ملامح الشخصية! وسنلاحظ في تصميم الخلفيات، في بعض البرامج، ظهور الحافات العليا في شكل مائل، فوق رأس المذيع والضيف! ومن الناحية الهندسية، ستظهر مشكلات، تبدأ من حدوث «فليكرز»، ولا تنتهي عند «سباركات»، في الصورة، واختلافات واضحة في مستوى الصوت، بين الأستوديو والضيوف.