أعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان جوهر المشكلة في عملية تأليف الحكومة اللبنانية هو في مطالبة المعارضة بالثلث المعطّل «ونحن لسنا معه على الإطلاق وإعطاؤه يعني كأنه لم تجر انتخابات». وفيما تمسك جعجع في حديث أجرته معه «الحياة» أول من امس بأن الأمانة العامة لقوى 14 آذار «تنطق باسمنا جميعاً (إزاء انتقادات تعرض لها أحد بياناتها من رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط و «حزب الله»)، أكد ان لا تباين مع جنبلاط حول ما قاله عن تجمع للأحزاب الرئيسة على الساحة الإسلامية، قائلاً ان «ما قصده جنبلاط هو ان أحداثاً كبيرة حصلت في 7 أيار طاولت الساحة الإسلامية يجب إنهاء ذيولها... والحزب التقدمي الاشتراكي قدم التوضيحات التي تصب في طريقة نظرتنا للأمور». وجاء كلام جعجع ل «الحياة» في وقت عقد اجتماع امس بين ممثلين عن تيار «المستقبل» وحركة «امل» و «حزب الله»، برعاية فرع بيروت لمديرية المخابرات في الجيش اللبناني، من اجل معالجة المشكلات الأمنية التي تقع في العاصمة على خلفية الحوادث التي وقعت في أحد أحيائها قبل أكثر من 3 أسابيع وأدت الى مقتل مواطنة. وبحث المجتمعون القيام بخطوات تصالحية في الأحياء وأكدوا في بيان الدور الأساسي للجيش اللبناني في حل أي إشكال واستكمال إزالة الصور والشعارات الحزبية في الشوارع. وتسبب عقد الاجتماع بانتقاد علني من عضو كتلة «المستقبل» النيابية نهاد المشنوق مؤكداً «اننا لسنا طرفاً أمنياً». وعلى صعيد المجموعة الإرهابية التابعة ل «فتح الإسلام» التي أوقفتها مديرية المخابرات في الجيش وأحالتها على القضاء العسكري، تواصلت التحقيقات مع عناصرها العشرة الموقوفين، فيما تواصلت التحريات في شأن الآخرين. وعلمت «الحياة» ان أحد مسؤولي التنظيم الذين كانوا ينوون رصد قوات «يونيفيل» لتنفيذ عمليات ضدها وضد الجيش وخطف أجانب لتحرير مسجونين من رفاقهم وتهريب مقاتلين الى العراق وأفغانستان، المدعو «أبو مسلم» أوقف في اليونان، وتبين انه الى دخل أثينا خلسة وهو من التابعية الفلسطينية. وكان منجد الفحام الذي اوقفته المخابرات اللبنانية بعد تنسيق مع اجهزة الأمن الفرنسية واليونانية، اعترف في شأن تعاون المجموعة الموقوفة مع «ابو مسلم»، وفق ما قالت مصادر مطلعة ل «الحياة». وتردد ان «ابو مسلم» من أقرباء شاكر العبسي الزعيم السابق الفار ل «فتح الإسلام». اما على الصعيد السياسي فقد تواصلت الاتصالات البعيدة من الأضواء امس بحثاً عن صيغة للخروج من نفق اشتراط المعارضة الثلث المعطل للاشتراك في الحكومة. وعلمت «الحياة» ان الاتصالات عادت الى البحث في حصول المعارضة على 10 وزراء على ان يسمي رئيس الجمهورية ميشال سليمان الوزير الشيعي السادس من حصته على ان يكون حيادياً وليست لديه خصومة مع «حزب الله» و «أمل». وقال جعجع ل «الحياة» ان «القوات» مع حكومة يشارك فيها كل الفرقاء «لكن ليس بشروط الأقلية». وإذ نفى ان يكون طالب بتوليه حقيبة وزارية قال ان البحث «لم ينتقل بعد الى الحقائب وتسمية الوزراء وليس جوهر المشكلة وزير بالناقص أو بالزائد». وشدد على ان أكثرية الثلثين لن تكون في يدي قوى 14 آذار وحدها بل معها ومع رئيس الجمهورية الذي موقفه بين الفريقين. ورأى ان المعارضة تراهن على عامل الوقت ليُستنزف الرئيس المكلف «ويصبح مطواعاً فيفرضون الثلث المعطل». وأضاف: «إذا كانت الاستشارات النيابية ملزمة (لاختيار الرئيس المكلف تأليف الحكومة) فكيف لا تكون الانتخابات ملزمة»؟ (بعدم إعطاء الثلث المعطل للأقلية). واعتبر جعجع رداً على سؤال انه حين يلتقي رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري (زعيم تيار المستقبل) وجنبلاط الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله «فكأننا التقيناه جميعاً»... وأن لا مانع لديه للقاء نصر الله لكن في انتظار موضوع اللقاء. وقال جعجع في قراءته للتطورات الإقليمية والدولية «ان اميركا بدأت وأوروبا الضغط (على إسرائيل) للوصول الى خطوات عملية في السلام في الشرق الأوسط». معتبراً انها بداية مرحلة جديدة. وقال ان احد الحلول أمام الإدارة الأميركية بعد الجدية الأميركية، الهروب باتجاه حرب معينة، وقال ان تحركات الأسبوع الماضي في الجنوب (المشاكل مع يونيفيل) «خطأ مئة في المئة... لأننا نعطي الذريعة لإسرائيل للهروب من الضغط الأميركي – الأوروبي». ووافق جعجع رداً على سؤال على الاستفادة من سلاح «حزب الله» «ورقة ضغط لنفاوض اولاً على أمورنا ثم نفيد القضية الفلسطينية بقدر ما نستطيع»، لكنه اشترط ان يكون قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية. وأوضح انه لا يعرف مدى عمق التطورات في إيران «... لكن لا شك في ان هناك تململاً من النظام والدليل نزول الشبان والشابات الى الشارع على رغم كل المخاطر ومعلوماتي ان هناك مئات القتلى ومئات الجرحى خلافاً لما يعلن في الإعلام. وهذا يعني ان هناك حافزاً للتحرك وليس كما يشاع ان الاستخبارات البريطانية أو الفرنسية... تحركهم لأنها لا تستطيع ان تحرك شعباً ليقف بصدره العاري امام قوات الأمن». وعن انعكاس هذه التطورات على «حزب الله» قال: «لا أعتقد ان لها انعكاساً طالما الجمهورية الإسلامية قائمة». وقال جعجع عن المصالحات ان «القوات» ليست على خلاف مع أحد «ومن يريد الاجتماع معي فأنا حاضر في أي وقت». وفي شأن زيارة الحريري لسورية دعا الى ان تتم بعد ان يشكل حكومته فتأخذ الثقة ويطرح الأمر في مجلس الوزراء ويطرح المواضيع وتشكل أجندة يرسلها للمسؤولين السوريين ليطلب زيارتهم لبحثها، معتبراً ان الوضع ليس طبيعياً بين لبنان وسورية وأن «السفير السوري جاء الى لبنان رفع العلم وأقفل الباب وعاد الى سورية». ودعا الى حل قضية المعتقلين اللبنانيين في سورية وإنهاء الوجود الفلسطيني المسلح خارج المخيمات. وقال جعجع انه مستعد لفتح ملف المفقودين اللبنانيين في لبنان نتيجة الحرب و «القوات» لا تخاف من ذلك. ومن جهة أخرى، قالت مصادر مطلعة على الاتصالات التي كانت جرت من اجل التحضير للقاء يجمع زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون والنائب جنبلاط ان الأول اقترح ان يحصل اللقاء في كنيسة في بلدة الكحالة في قضاء عاليه أو في أي كنيسة في الجبل. وذكرت مصادر مطلعة ان جنبلاط اقترح عشاء في منزل أحد الأصدقاء المشتركين، مقابل اقتراحات عون الذي طالب ايضاً بأن تصدر عن اللقاء ورقة تفاهم مع جنبلاط اسوة بالتي صدرت عن لقاء عون والسيد حسن نصر الله، فيما فضل جنبلاط صدور بيان بنتيجة الاجتماع، وأدت التباينات الى تجميد الاتصالات الى مرحلة لاحقة.