طهران، موسكو – أ ب، رويترز، أ ف ب – يزور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف طهران غداً، لمناقشة «تحضيرات» جولة المحادثات المقررة في موسكو الأسبوع المقبل، بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، والتي تثير سجالاً، إذ اعتبرت طهران أن رفض الغرب إعداد «جدول أعمال واضح» للاجتماع، قد يؤدي إلى فشله. وأعلنت الخارجية الروسية أن لافروف سيزور طهران غداً، مشيرة إلى انه سيولي «اهتماماً خاصاً للتحضيرات» لاجتماع موسكو في 18 و19 الجاري. وقال ناطق باسم الوزارة: «نأمل بأن تأتي جميع الوفود، بينها الوفد الإيراني، إلى موسكو مصممة على الحوار البنّاء الذي سيمكّن من تحقيق نتيجة إيجابية ومواصلة السير نحو حسم الخلافات وتقريب المواقف» بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). وأضاف: «ندرك أن الأطراف لم يتوصلوا إلى اتفاق في موسكو، في شأن كلّ المسائل التي تهمهم. لكننا نعتقد بوجوب مواصلة مسيرة التفاوض، بعد اجتماع موسكو». وأكدت طهران زيارة لافروف، إذ رجّح مصدر في الخارجية الإيرانية أن تتمحور محادثاته مع مسؤولين إيرانيين حول محادثات موسكو. في غضون ذلك، حذر علي باقري، نائب سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني من أن «عدم استعداد الدول الست لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في (اجتماع) بغداد، سيؤدي إلى توقف مسار نجاح المحادثات». وكتب في رسالة وجهها إلى هيلغا شميد، مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، أن الطرفين كانا اتفقا على عقد مشاورات تحضيرية، لإعداد جدول أعمال لمحادثات موسكو. أتى ذلك بعدما اعتبرت شميد، في رسالة وجهتها إلى باقري، أن لا داعي للمشاورات التحضيرية، وحضت طهران على الموافقة على اقتراح الدول الست خلال محادثات بغداد، وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة. وكتب باقري، مخاطباً شميد: «رسالتك الأخيرة فاجأتني، وتطرح أسئلة بعيدة جداً من الاتفاقات (التي تم التوصل إليها) خلال محادثات بغداد، وما توصل إليه المساعدون في جنيف». وأضاف أن شميد «لم تقدّم خططاً ولم ترد على اقتراحات إيرانية» قُدمت في بغداد. وتساءل: «إن لم يكن هناك متابعة على مستوى المساعدين والخبراء، لما تم التوافق عليه خلال المشاورات، ماذا سيضمن نجاح المفاوضات المقبلة؟». وشد على أن «جولة موسكو ستكون ناجحة، إن استطاع المساعدان والخبراء إعداد جدول أعمال واضح للمحاور التي اقترحتها إيران، واقتراح الدول الست». وأكد أن «إيران مستعدة لمشاورات مثمرة، مع اقتراحات منطقية ومحددة، وآمل بأن يكون لديكم الاستعداد نفسه». أما النائب كاظم جلالي فاعتبر أن «جولة موسكو محكّ لاختبار نيات الغرب ومدى جديته للوصول إلى نتائج». وأشار إلى «عدم الثقة بالغرب وأسلوبه الاستنزافي في المحادثات، وعدم التزامه بالمحادثات ونتائجها»، معتبراً أن «التجربة أثبتت أن الغربيين قلما يلتزمون بنتائج المحادثات». وأضاف جلالي، وهو عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان): «ما شاهدناه من الغربيين حتى الآن، هو رغبتهم للدفع نحو محادثات ماراثونية، إذ اثبتوا أن لا نية لديهم لتسوية القضايا في الظروف الراهنة». سلطانية إلى ذلك، اتهم المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية، «الغرب بزعامة الولايات بوضع عراقيل» أمام المحادثات بين طهران والوكالة. وأضاف: «كلما أزادت الوكالة أن تنهي هذا الملف، تأتي الاتهامات من الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية، لتبقيه مفتوحاً». وزاد: «إيران، ومن منطلق حرصها على التعاون الكامل مع الوكالة، طلبت من الوكالة توقيع الجانبين اتفاق إطار، لحسم كل الأمور، وعدم إطالة أمد الملف». ودعا سلطانية إلى «تغيير نظام اتخاذ القرار في الوكالة، وتعديل عدد المقاعد في مجلس محافظيها، وكذلك دور مجلس المحافظين وآلية التصويت فيه»، معتبراً أن «سيطرة الدول الغربية على قرارات الوكالة، خصوصاً أنها تُحال على مجلس الأمن، أمر مهم وخطر ويجب إعادة النظر به». ونفى وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي «تطهير» مجمّع بارشين العسكري قرب طهران، والذي تشتبه الوكالة بتنفيذ اختبارات سرية فيه، لصنع صلاح نووي. واعتبر أن المزاعم في هذا الشأن «ليست حكيمة وهدفها التأثير في محادثات موسكو».