تل أبيب – أ ب، رويترز - اعتبرت إيران أن رفع العقوبات المفروضة عليها، ضروري لإنجاح المحادثات مع الدول الست المعنية بملفها النووي، بعد جولة أولى في اسطنبول السبت، لكنها أكدت استحالة تجميدها نشاطات تخصيب اليورانيوم. في المقابل، استبعدت واشنطن مناقشة رفع العقوبات، قبل اتخاذ طهران «تدابير ملموسة» تبدّد قلق المجتمع الدولي. في غضون ذلك، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن استيائه من أن الجولة المقبلة من المحادثات بين إيران والدول الست التي ستُعقد في بغداد، لن تحدث سوى في 23 أيار (مايو) المقبل. وقال: «انطباعي الأولي أن إيران مُنحت هدية، إذ أمامها 5 أسابيع لمواصلة تخصيب اليورانيوم، من دون أي قيد». وأضاف: «أعتقد بأن على إيران اتخاذ تدابير فوراً: أولاً وقف كلّ نشاطات التخصيب، وإخراج جميع المواد المُخصبة وتفكيك منشأة قم. وأعتقد بوجوب عدم منح أبرز ممارس للإرهاب في العالم، فرصة تطوير قنابل ذرية». وأشار سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي الذي التقى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في اسطنبول، إلى حدوث «تقدّم» خلال المحادثات، على رغم أن ثمة «خلافات في الآراء». وأعلن تكليف مساعده علي باقري وهيلغا شميد، مساعدة آشتون، «وضع مسودة تشكّل إطاراً لمواصلة التعاون، لمناقشتها في اجتماع بغداد»، مضيفاً: «بعد المصادقة على المسودة، سيبدأ التعاون المتبادل ثم نتخذ خطوات للتعاون». وشدد جليلي على أن «رفع العقوبات هو أحد مطالب الأمة الإيرانية»، لكنه أكد استحالة تجميد إيران نشاطاتها النووية، في مقابل رفع العقوبات، إذ رأى في ذلك «لهجة تنتمي إلى الماضي». وأشاد بأن محادثات اسطنبول «لم تشهد تكرار التهديدات السابقة، ولم يطرح الجانب الآخر أي طلب محدد»، مشدداً على أن «لغة التهديد والقوة لن تجدي نفعاً أمام إيران». وقال: «شعبنا يطالب بحقوقه المشروعة في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم». أما باقري فأكد «ضرورة تراجع الغرب عن العقوبات غير المبررة على إيران، لإنجاح المفاوضات، وانتقال الطرفين نحو محادثات بناءة». وأشار إلى أن محادثات اسطنبول «لم تتطرّق إلى التخصيب بنسبة 20 في المئة»، ولكنه توقّع ذلك خلال اجتماع بغداد. كما أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي، أن «إلغاء العقوبات الاقتصادية، سواء النفطية أو المصرفية، سيكون من أهم المسائل التي ستطرحها إيران» خلال المحادثات في بغداد. وقال: «التخصيب لتأمين الحاجات الداخلية للبلاد، وموقف آشتون في هذا الشأن، يُعدّان تطوراً مهماً. وإيران أظهرت قدراتها الجيدة في قضايا المنطقة، بينها سورية، والغرب أدرك مكانتنا». واشنطن في المقابل، نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤولة أميركية بارزة أن مسألة رفع العقوبات، ليست مطروحة في المستقبل القريب، مضيفة: «أعتقد بأن للعقوبات تأثيراً، والبحث فيها يتم فقط بعد اتخاذ تدابير ملموسة. الحوار ليس كافياً لأي تخفيف للعقوبات». وكان بن رودس، مساعد مستشار الأمن القومي الأميركي، اعتبر محادثات اسطنبول «خطوة أولى إيجابية، والإيرانيون أتوا للتحدث في شأن برنامجهم النووي». وقال: «من المهم أن يتخذ الإيرانيون تدابير لبناء علاقة ثقة مع المجتمع الدولي. هذا ليس بالطبع ملفاً يمكن تسويته خلال اجتماع واحد، لكننا نعتقد بأن ثمة عملية انطلقت في اتجاه تسوية ديبلوماسية». أما آشتون فاعتبرت أن «المحادثات كانت بناءة ومفيدة»، مضيفة: «نتوقع أن تؤدي الاجتماعات التالية إلى التوصل لخطوات ملموسة في اتجاه التوصل لتسوية تفاوضية شاملة تعيد الثقة الدولية في الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني». وقالت إن محادثات بغداد ستُعقد في إطار نهج «خطوة خطوة».