عقدت ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا امس، جولة جديدة من المحادثات، تزامنت مع سجال بين طهران والدول الست المعنية بملفها النووي، أوحى بأن الجانبين سيشاركان في محادثات موسكو بعد 10 أيام، من دون تسوية خلافات عرقلت جولتين سابقتين أخيراً، خصوصاً ما يتّصل بطلب الغرب وقف طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة. وأعلنت الوكالة أن المحادثات لم تُحرز تقدماً، واعتبرت نتيجتها «مخيّبة». وأشارت إلى أن الجانبين لم يُحددا موعداً لجولة جديدة. والتقى رئيس فريق المفتشين في الوكالة هيرمان ناكيرتس ومساعد المدير العام للوكالة رافايل غروسي، المندوب الايراني علي أصغر سلطانية. وتسعى طهران والوكالة الى إبرام وثيقة سُمّيت «النهج المنظم»، تُحدّد شروط وصول المفتشين الى الأفراد والمواقع والوثائق التي قد تساهم في توضيح طابع البرنامج النووي الإيراني. وتأمل الوكالة بدخول مجمّع بارشين العسكري قرب طهران، إذ تشتبه بتنفيذ اختبارات سرية فيه لصنع سلاح نووي. والتقى الجانبان في فيينا، منتصف أيار (مايو) الماضي، ثم زار المدير العام للوكالة يوكيا أمانو طهران، وأعلن أن الطرفين سيبرمان اتفاقاً «قريباً جداً»، لكن ذلك لم يتحقّق. وقال ل»الحياة» مسؤول إيراني قريب من محادثات فيينا، ان طهران لم تقتنع بضرورة تفتيش مجمّع بارشين، لافتاً الي أنها «طلبت من الوكالة الذرية تقديم الوثائق التي تملكها في شأن المزاعم حول الموقع، لدرسها وإبداء رأي فيها». واشار الى أن سلطانية اقترح إبرام خطة عمل زيارة المنشآت النووية، مرجئاً الحديث في شأن «بارشين» حتى استكمال الاتفاق، وإزالة شكوك في شأنه. وشدد الاتحاد الأوروبي على وجوب أن تجري الوكالة تحقيقها، في مناخ من الحرية، وألا تُضطر الى غلق جوانب من التحقيقات، قبل الأوان. وورد في بيان للاتحاد الى مجلس محافظي الوكالة: «يجب أن تكون الوكالة قادرة على معاودة زيارة مواقع، مع تقدّم عملها وتوافر معلومات جديدة». وأتى لقاء فيينا قبل 10 أيام من جولة محادثات في موسكو بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، لكن الجانبين واصلا سجالاً حول كيفية الإعداد للاجتماع. وكان سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي وجّه الاثنين الماضي، رسالة إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، تتهم الدول الست ب»المماطلة» في عقد اجتماع تمهيدي، بين مساعده علي باقري ومساعدة أشتون، هيلغا شميد، يحدد «جدول أعمال» جولة موسكو. واعتبر أن ذلك «يثير شكوكاً وغموضاً في شأن جدية الجانب الآخر، وإرادته في إنجاح الجولة». وأشارت شميد الى أنها «فوجئت إلى حد ما» بما ورد في رسالة باقري، واضافت في رسالة جوابية وجّهتها الخميس، أن لا حاجة لمحادثات تمهيدية، إذ أن الدول الست ما زالت ملتزمة «اقتراحاً» قدمته خلال جولة بغداد، يتضمن حوافز تشمل «فرصاً مثيرة للاهتمام، للتعاون في المجال النووي وغيره»، إن أوقفت طهران التخصيب بنسبة 20 في المئة. وأسِفت لأن «إيران لم تكن مستعدة، في بغداد، لمناقشة جوهر الاقتراح»، واضافت: «ثمة حاجة الآن للانخراط بجدية في المسائل الجوهرية، من أجل الاتفاق على خطوات ملموسة لبناء الثقة، يمكن تنفيذها سريعاً». وزادت أن الدول الست ما زالت مقتنعة بأن «هذا الاقتراح يبقى أساساً واعداً لدفع مناقشاتنا في اتجاه تحقيق نتائج ملموسة في مرحلة مبكرة».